مقاهي الشيشة بأكادير تجذب روادها في رمضان

صرخة3 يونيو 2017
صرخة
أخبار وطنيةالرئيسية
مقاهي الشيشة بأكادير تجذب روادها في رمضان

في شهر رمضان يرتفع الطلب على الشيشة أو النرجيلة حيث تكتظ المقاهي المخصصة لذلك بفئة كبيرة من الزبائن الذين يتسابقون على الظفر بمكان شاغر بإحدى كراسيها عوض التهافت على الصفوف الأمامية بمساجد الرحمان ، عالم خاص إذن هو ذاك الذي يعيشه رواد مثل هاته الفضاءات و التي تدر على أصحابها مداخيل قياسية في شهر رمضان.

تاريخيا فإن أصل الشيشة يعود إلى شبه الجزيرة العربية ويقال أنه من وسط الهند، ثم انتقل استخدامها إلى شبه الجزيرة العربية لكنها انتشرت عالميا من خلال الدولة العثمانية إلى أن بدأت تصل بأشكال مختلفة في عصرنا الحديث عبر الطائرات والسفن والسيارات، إما على شكل هدايا أو على شكل بضاعة للبيع حتى أصبحت تغزو جميع المدن والأسواق العربية والإسلامية والمغربية حيث تباع بشكل علني رغم منع استعمالها داخل المقاهي التي تستقبل زبنائها من جميع الأصناف وخصوصا بعد الإفطار في شهر رمضان.

بعد الإفطار بساعتين تقريبا تبدأ هاته الفضاءات في استقبال ضيوفها الذين اختاروا “الشيشة” للترويح عن النفس بعد يوم صيام طويل لتعويض “القطعة” و “النيكوتين” الذي ضاع منهم ، تختلف الوجهة حسب طبيعة المكان و الخدمات المقدمة و القدرة الشرائية ، هناك أماكن تفضل أن تضع في بوابتها حراس أمن خاص لتفادي المشاكل المرافقة خاصة أنها تقدم خدمات أخرى غير “الشيشة” في كواليس فضاءاتها ، وحدها رائحة “المعسل” توحي بأن “الجمر” يشتعل داخلها ليحرق رئات العشرات من هواة النرجيلة ، فضلا عن صوت الموسيقى الخافت و الذي يصل بصعوبة للأذان.

هناك أيضا أماكن تفتح أبوابها بكل حرية لكل الراغبين في خدماتها و غالبا ما تكون هاته الفضاءات بالأحياء الشعبية الهامشية بالمدن القديمة ، هنا تخال تفسك في “محرقة” بسبب الدخان الكثيف الذي يغطي كامل المساحة ، دخان “الفاخر” فضلا عن دخان لفافات الحشيش الذي يباح استعماله في مثل هاته التجمعات التي غالبا ما توفر ألعاب التسلية كذلك إلى جانب الشيشة من قبيل “ضامة” و “الرامي” و “الرونضة” و ألعاب ورق أخرى ، هنا في هاته الأماكن تعوض الموسيقى بالهرج و المرج و اللغط الذي يحدثه روادها من تنابز و تراشق في الكلمات فيما بينهم.

و لأن “المساواة” شملت كل مناحي الحياة، لم تعد طاولات الشيشة حكرا على الرجال فقط ، فقد أصبحت الفتيات يشكلن فئة عريضة من زبائن مقاهي الشيشة ، بأعمار مختلفة و ملامح مزركشة بشتى أنواع مساحيق التجميل ينفتن بشراهة دخان الشيشة و هن يداعبن شاشات هواتفهن الملونة في انتظار زبون قد يخرجهم من “العطالة” المؤقتة التي أضحين فيها بسبب رمضان.

صحيا ، تعتبر النرجيلة أقل ضررا من دخان السجائر و لفافات الحشيش غير أنها بدورها مضرة بالصحة ، فالشيشة تسبب مشاكل صحية كبيرة للمدخنين ولغير المدخنين الذي يتعرضون للتدخين السلبي ، ويعود السبب في ذلك إلى كمية الدخان المستنشق خلال فترة زمنية طويلة مع تدخين مركز مما يجعل جلسة واحدة لتدخين الشيشة طوال سهرة كاملة تعادل تدخين 100 سيجارة أو أكثر.

هكذا إذن هو رمضان في هذا البلد السعيد ، صوم و عبادة بالنهار و صلاة و شيشة و لهو بالليل ، لكل طريقته الخاصة في تمضية يومه كما مسائه ، فبعد الإنتهاء من وجبة الفطور في رمضان تجد كل شخص فار إلى مبتغاه فهناك من الشباب من يرغب في لقاء ربه داخل المساجد ومنهم من يرغب في لقاء شهوته ونزواته بالفضاء الذي يحبذه و يختاره بعناية…

 

ياسين الضميري

الاخبار العاجلة