يقول المثل الشعبي إنّ الطعام أسرع طريق تسلكه المرأة إلى قلب الرجل، لكنه أيضاً يمكن أن يُصبح طريقاً يسلكه السياسيين إلى أصوات الناخبين، فظاهرة استمالة المواطنين بالطعام ليست بالجديدة، إذ اعتاد القادة والطامحين إلى السلطة اللجوء إليها منذ مئات السنين، بتوزيع الغذاء وإقامة الولائم لتعزيز صورتهم وكسب ولاء الناس وأصواتهم.
كما لا تقتصر الظاهرة على بقعة جغرافية دون غيرها، إذا لكل الدول والأقوام حصّة جيدة منها، في العالم العربي مثلاً، يتذكّر الكثير من المرشحين أهمية العمل الخيري في مواسم الانتخابات، فيوزعون السلال الغذائية ويقيمون الموائد على شرف أصوات الناخبين.
مناسبة الحديث إقامة أحد المسؤولين السابقين بجماعة القليعة عمالة إنزكان ايت ملول لولائم إنتخابية تحت دريعة التواصل مع المواطنين ، حيت توصلت “صرخة” بصور توتق لوليمة أقيمت مؤخرا بحي العزيب تحت أعين السلطات رغم قرارات المنع و التنقل و الاجتماعات الليلية .
و قد دأب المسؤول المذكور على تنظيم ولائم الطعام مع كل موسم انتخابي بعلاقة صداقة قديمة لا تكتمل دون الاخرى نظرا لما للعزائم والولائم من تأثير كبير على الناخبين.
حيت باتت ولائم الطعام واحدة من ابرز مظاهر الحملات الانتخابية لمرشحي حزبه بالجماعة الترابية القليعة الذين يتنافسون على أقامتها لابراز كرم الضيافة لناخبيهم في محاولة لكسب اصواتهم.
وتشهد الجماعة منذ أيام حركة مكثفة للمرشحين، من خلال بدء الدعاية وتحشيد الناخبيبن للتصويت للمرشح “ولد البلاد”، في مشهد يعزز المحسوبية في الانتخابات، رغم الدعوات إلى اختيار المرشحين الأكفاء بعيدًا عن القبلية و ولد البلاد و البراني .
وبحسب ما روجه القائمون على “العراضة” أنفسهم، فقد جرى تخصيصه لدراسة المشاكل المتعلقة بإعادة هيكلة عدد من الأحياء ناقصة التجهيز، و ربط أحياء بالصرف الصحي بعد أن تقدم مواطنون “ضيوف العراضة” بعارضة تحمل توقيعاتهم حول ما أسموه إقصاء من الصرف الصحي ، و هو المعطى الذي يحاول حزب معروف بالقليعة الركوب عليه لإستمالة الناخبيين وذلك على بعد شهور قليلة من موعد إجراء الانتخابات الجماعية .
