“اللهم اكفنا شر العباد”، تلك هي العبارة الاستهلالية التي كان يكتبها النائب البرلماني، عبداللطيف مرداس على حسابه في “فايسبوك”، وكأنه كان يشعر بوجود من يضمر الشر ضده. حتى إنه في 6 فبراير الفائت، نشر مقالا على صفحته يشير فيها إلى تعرضه لعمل غادر. وبعد شهر من ذلك، وفي الساعة العاشرة تقريبا من ليلة أول أمس الثلاثاء، أنهت رصاصتان حياة النائب البرلماني في عملية تصفية جسدية محترفة وغير مسبوقة في البلاد، وهو داخل سيارته عندما كان يهم بركنها في مرآب منزله في حي كالفورنيا الراقي الذي يسكنه الأثرياء في الدار البيضاء.
صباح أمس الأربعاء، نجحت الشرطة في توقيف شاب يبلغ من العمر 27 عاما، في بني أحمد حيث كان يترشح القتيل ويفوز بمقعده النيابي، وقال بلاغ صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني إنها رجحت احتمال تورط شخص ينحدر من مدينة بن أحمد في ارتكاب الجريمة، على اعتبار أنه سبق أن وجه تهديدات للضحية بسبب خلافات شخصية تكتسي طابعا خاصا”. هذا، وعثرت فرقة مختلطة من الشرطة في منزل المشتبه فيه على سلاحين للصيد وخرطوشات شبيهة بتلك التي استخدمت في عملية التصفية.
المعلومات التي تم جمعها تشير إلى أن الفرضية الرئيسة التي بنت عليها الشرطة خطواتها في بداية التحقيق، هي مراجعة سجل العداوات التي كانت بين القتيل وأشخاص آخرين في بلدته. وفي هذا يقول مصدر أمني: “كانت عداواته كثيرة في منطقة بن أحمد، وغالبيتها مرتبطة بما هو سياسي، أو بالتنافس الانتخابي، وبعضها مختلط بين ما هو سياسي وشخصي، وكانت هذه أسوأ الخصومات التي لديه”. وبالفعل، فقد كانت آخر الحوادث التي تعكس حدة الخصومات هذه، هي تلك التي تتعلق بقيام أشخاص من عائلة أحد الأعيان المحليين بالاعتداء على القتيل في بلدة سيدي عبدالكريم قبل فترة قصيرة من الحادث، وتحطيم سيارته: “الاعتداء تورط فيه الشخص نفسه الذي تم إيقافه صباح البارحة”
الخلافات الشخصية التي تكتسي طابعا خاصا، كما وصفتها الشرطة من دون أن تقدم تفاصيل إضافية، تعكس ما قيل إنها قصة علاقة جمعت بين النائب البرلماني وبين شقيقة المتهم بارتكاب الجريمة.