يبدو للوهلة وأنت تطأ رجلك شاطئ أكَادير،وتحديدا بممر توادا المعروف ليلا ب»الصفاء والمرة»ذهابا وإيابا،تخطف نظراتك مشهدا مقززا ومستفزا في آن واحد،من خلال تناسل ألعاب الأطفال هنا وهناك وانتشارها بشكل عشوائي في أية زاوية أومربع أرضي إلى درجة أنها تعيق حركة مرورالراجلين الذين يقصدون عادة الكورنيش ليلا للتنزه.
ولعل كورنيش أكَادير،خلال اليومين الماضيين،قد عرف اكتظاظا لا مثيل له نظرا لتوافد الزوار عليه من السياح و المغاربة القادمين من المدن الداخلية هروبا من موجة حرارة مفرطة اجتاحت هذه المدن الأمرالذي جعل هذا الشاطئ يعرف حركية دؤوبة للراجلين وهواة المشيء على جنبات الكورنيش في المساء.
بل أكثر من ذلك لا تتسبب هذه الألعاب المنتشرة عشوائيا وفي أي مكان ،في غياب كل الضوابط القانونية،ليس في عرقلة سير الراجلين وعشاق وهواة المشي وحده بل أيضا في أضرار مختلفة لهؤلاء الزوار من خلال عدة حوادث وقعت هناك.
وخاصة عندما تصطدم عربة صغيرة أو دراجة عادية أو آلة ميكانيكية محرك خاص يقودها طفل أو مراهق تسير بسرعة فائقة،زوار الكورنيش من المغاربة والأجانب،في انعدام كلي لشروط السلامة للراكب والراجل على حد سواء في رقعة ضيقة جدا تشهد حركة سائبة.
ولذلك، فالكل يتساءل عن دور المراقبة سواء من لدن السلطات أو المجلس البلدي،وعن جدوى وجود هذه الألعاب قي رقع أرضية ضيقة تعد أصلا ممرات للراجلين على الكورنيش،بحيث لم تخلق أصلا لهذه الألعاب العشوائية التي تتسبب في عدة حوادث كثيرة بشكل يومي للمغاربة والسياح الأجانب على حد سواء.
نحن لسنا ضد الألعاب كيفما كان نوعها ولا ضد الفئات المستهدفة منها، بل نحن ضد العشوائية في كل شيء لأن الكورنيش التي صرفت عليها الملاييرمن أموال الشعب كانت من أجل منتزه طبيعي و أيكولوجي مفتوح للجميع.
بحيث إن كل من يلجه سيشعر لا محالة بالراحة والسكينة بعيدا عن كل ما من شأنه أن يعكر صفو الزائر لهذه الكورنيش التي تعد الأطول والأجمل من نوعها بالمغرب.
ولذلك، لابد للمجلس البلدي الحالي ومعه سلطات الولاية باعتباره الوصي على الشأن المحلي التفكير من خلق استثمارات خاصة لألعاب والمنتزهات من هذا النوع لمسوغين اثنين:
الأول للحد من هذه العشوائية المتزايدة يوما عن يوم بالكورنيش والتي يتسبب فيها شباب عاطل وباعة متجولون يطاردون الزبائن في كل مكان ولاسيما بالأمكنة المكتظة.
والثاني من أجل تنشيط السياحة بالمدينة التي تفتقر إلى حدود اليوم إلى منشآت المخصصة للأطفال والمراهقين والشباب كمنتزهات للألعاب على غرار ما تعرفه العديد من المدن السياحية العالمية»وين ديزني،اشبيلية، دبي…».
إلى درجة أن المدن السياحية العالمية اليوم أصبحت تتنافس على تقديم منتوج سياحي آخر لاستقطاب السياح/العائلات بأطفالها من خلال تقديم تنشيط سياحي مغر يعتمد على مرتكزات كبرى كمنتزهات الألعاب المختلفة بحرية وبرية وجبلية و أيضا على الأنشطة الرياضية والمهرجانات الموسيقية والفنية والسينمائية.
فالأكيد، أن هذه الظاهرة المسجلة بشكل عشوائي بالكورنيش، ستدفع المسؤولين والقائمين على الشأن المحلي والسياحي أيضا، للتفكير جليا في مثل هذه المشاريع الكبرى التي تدخل عموما في مشروع سياحي كبير وطموح، يقوم على تنشيط المدينة ككل والرفع من آليات تنافسية أكادير السياحية لاستعادة على الأقل ريادتها في هذا المجال بعد أن خُطِفت منها لأخطاء ارتكبت في الماضي منذ عشر سنوات.