رسائل الحياطة في الرحلة الى طاطا

صرخة2 مارس 2020
صرخة
مجتمع
رسائل الحياطة في الرحلة الى طاطا

فضيلي عمي.

شهد اليوم الخامس من المعرض الجهوي للكتاب المنظم من طرف المديرية الجهوية لقطاع الثقافة  بجهة سوس ماسة في الفترة ما بين 25 فبراير و 01 مارس 2020 بساحة العلويين بمدينة طاطا حفل توقيع كتاب الحياطة في الرحلة الى طاطا للكاتب والروائي والقاص محمد كروم. وتناول الكاتب  في هذا المتن الرحلي معرفة الاخر الطاطوي اجتماعيا وعمرانيا واقتصاديا وتجاريا وسياسيا وثقافيا وعلميا وتاريخيا وسياسيا وعلى مستوى الفلاحة والطبيعة. وانت تتبع رحلة المبدع محمد كروم الى مدينة طاطا يتبدى انها لا تحقق المتعة والافادة فحسب ، بل وتمرر رسائل لما تعانيه المدينة من تهميش واقصاء واجهاز على حقوق البشروالشجر والحجر  رصدها الباحث في جماعة اسافن التي تفتقر الى المسالك المعبدة ، والمدارس والمستوصفات الضرورية ، بها منجم للذهب ، وفقرها يثير العجب  على حد تعبير الكاتب. وفي اسافن دائما يعرج الرحالة على” مقابر كثيرة تثير الدهشة والاستغراب ، مقابر منسية مهملة لا سور يفرض حرمتها او يقيها من الدواب ،درست قبورها الا من بقايا شواهد صخرية سوداء تنتصب في اصرار مثبتة هوية المكان”. وفي مركز مدينة طاطا المركز يتتبع الاستاذ محمد كروم ما ال الوضع الصحي من تردي بالإقليم من ذلك ما يعبر عنه هذا المقطع من الرحلة “وقريبا من هذا الشارع يوجد المستشفى الاقليمي لا يقدم خدمات في مستوى تطلعات الساكنة ، مستشفى عجز عن انقاد سيدة حامل ، فأسلمت روحها لبارئها ، واججت غضب هيئات المجتمع المدني”. ومن هذا المقطع الى اخر مما صادفه الرحالة باديس قرب الثانوية الاعدادية الوحدة والثانوية التأهيلية ابن الهيثم من ” طوابير من الرجال والنساء والاطفال ، جاؤوا طمعا في اجراء فحوص طبية مجانية ،كانوا قابعين تحت رحمة الشمس والغبار ، وتحت انظار الدرك والقوات المساعدة في طوابير مذلة “. رحالتنا لم يطمئن لمحاصرة طاطا لان وديانها شاسعة ، وقناطرها واطئة اذا صح ان يسميها هو قناطر. كما لم يطمئن لزحف حقول البطيخ الاحمر على اطراف واسعة من جماعة اقا . وفيما يؤكد القلق الوجودي الاني والمستقبلي للكاتب ، مما ستسببه هذه الفاكهة من استنزاف للماء واضرار بالبشر والشجروالحجر يقول في حديثه عن البطيخ الاحمر ” فمن آقا الى فم الحصن ، انتشرت بشكل مهول زراعة البطيخ.مساحات كثيرة زرعت في وقت مبكر – اشرنا اليها سابقا- وحقول عديدة فسد انتاجها وتناثرت حبات بطيخها فجاءتها قطعان الابل تدوسها وترعاها ، في مشهد اشبه باسراب نعام وسط غابة بيض فسدت بعد ان استهلكت … وهاهي الان تتبخر تحت لهيب الشمس دون حسيب او رقيب، ودون تفكير مستقبلي”. ويضيف الاستاذ محمد كروم ” حقول الحناء في الوكوم صارت مهددة بالتواري والزوال امام زراعة البطيخ الاحمر والاصفر”.ومن فوضى هذا البطيخ بالمدينة وجشع اصحابه وتواطؤ المسؤولين معهم الى مادار بخلد الاستاذ محمد كروم عن سبب تواجد الخليجيين بهذه الاصقاع ، موردا في ذلك عدة روايات في ذلك منها من يؤكد ان القوم مولعون بصيد طائر الحبارى ، وراي من يبحثون عما وراء السطور ويصرون على ان صيد هذا الطائر مجرد وسيلة لجمع الاحجار الكريمة والنيازك ، وراي ثالث يهمس بأشياء اخرى ولا يصدع بها.

هذا اذن غيض من فيض الرسائل العميقة التي سبر اغوارها هذا المتن الرحلي للأستاذ محمد كروم ،رسائل فاضحة وفاحصة للتهميش والاقصاء والتواطؤ والخذلان.

الاخبار العاجلة