قيوح ، عندما يبحث السياسي عن “البوز الخاوي” و يسقط في فخ “الجهل العميق” للدبلوماسية

صرخة16 مارس 2021
صرخة
أخبار سياسية ونقابية
قيوح ، عندما يبحث السياسي عن “البوز الخاوي” و يسقط في فخ “الجهل العميق” للدبلوماسية

 

تداول مجموعة من النشطاء، أمس الاثنين، على مواقع التواصل الإجتماعي، خبر “توقيع” الرئيس جو بايدن على القرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء. وقد أعادت مجموعة من المواقع ألإلكترونية، نشر الخبر نقلا عن البرلماني والقيادي الإستقلالي عبد الصمد قيوح، الذي نشر الخبر عبر حسابه على موقع الفيس بوك.

 

وبعد ساعات من نشره التدوينة عبر حسابه على فيسبوك، عاد عبد الصمد قيوح، القيادي الاستقلالي واحد أعيان الحزب بسوس، والخليفة الأول لرئيس مجلس المستشارين، ليحذف هذه التدوينة، دون توضيح أو تقديم اعتذار.

واعتبر متتبعون للقضية، أن إقدام مسؤول سياسي وعضو بمؤسسة دستورية، على الترويج لخبر من هذا الحجم دون التأكد من مصدر الخبر، أو الإطلاع على تطورات قضية الصحراء المغربية في البيت الأبيض، أمر غير مقبول.

وأكد الباحث والمحامي نوفل البعمري، أن القرار الرئاسي المتعلق بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء هو قرار موقع من طرف الرئيس السابق ترامب، ومنذ توقيعه ونشره وأجرأته من خلال فتح قنصلية أمريكية بالداخلة وهو ساري المفعول، وعليه فالقرار الرئاسي لا يحتاج لإعادة توقيع ولا لتجديد التوقيع ولا إعادة إصداره، لأنه يتعلق بمرسوم صادر عن رئيس دولة ولا يمكن لكل رئيس عندما يصل للرئاسة أن يعيد توقيع ما تم نشره من مراسيم سابقة لتأكيدها.

واستغرب البعمري أن ينشر مسؤول حزبي وبرلماني مثل هذه التدوينة بنفس المضمون دون أن يكلف نفسه عناء التدقيق في الخبر، لأن موقعه لا يسمح له بالخطأ في مثل هذه الحالات، مشيرا إلى أن “البوز” و”السبق” المبني على “الزربة” لا تكون في مثل هذه الملفات ولا في هكذا مواضيع، التي تحتاج التدقيق.

وتجدر الإشارة إلى أن بايدن سبق له أن راجع عدة قرارات صادرة عن ترامب، وكانت تتعلق بقضايا خلافية، باختلاف وجهات النظر بين بايدن وترامب، وبين الجمهوريين والديموقراطيين، وتهم ما يعلق أساسا ببيع السلاح لبعض الدول، العلاقة مع إيران أو اتفاقية المناخ…ولم يكن من بينها أي حديث عن تعديل في الموقف الأمريكي للقرار الأمريكي موضوع التدوينة، لأن الأمر يدخل في إطار العلاقات الإستراتيجية التي تجمع المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، بغض النظر عن انتماء الحزبي للرئيس سواء كان جمهوريا او ديمقراطيا..

من جهة اخرى دعا عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، عبد الرحمان اليزيدي، نائب رئيس مجلس المستشارين عبد الصمد قيوح، إلى الاستقالة من منصبه، قائلا إنه “ارتكب فضيحة سياسية مكتملة الأركان”.

وقال اليزيدي، في تصريح صحفي إن لتدوينة الأخيرة لقيوح، التي ادعى فيها توقيع الرئيس الأمريكي جو بايدن، على مرسوم آخر يؤكد سيادة المغرب على صحرائه، “هي فضيحة سياسية مكتملة الأركان تنم عن جهل عميق لصاحبها بتوجهات الدبلوماسية المغربية وبدواليب السلطة الفيدرالية الأمريكية”.

ودعا اليزيدي قيوح إلى “التحلي بالشجاعة السياسية وتقديم استقالته من منصبه كنائب أول لرئيس مجلس المستشارين، رفعا للحرج على مجلس المستشارين وعلى حزب الاستقلال الذي ينتمي إليه وعلى كل المغاربة”.

واعتبر المتحدث أن ما أقدم عليه قيوح “يتجاوز بكثير ما كان قد بدر عن الأمين العام السابق لحزب الاستقلال (حميد شباط) من تصريح في شأن الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة والذي اعتبر حينها جهلا عميقا بتوجهات الدبلوماسية المغربية وتطاولا على مجال محفوظ لجلالة الملك”.

واسترسل المتحدث أن “فراغ الجعبة السياسية لعبد الصمد قيوح تجعله دائما يلهث وراء “البوز” حتى بلغ به الأمر درجة التطاول على مجال الشؤون الخارجية المحفوظ لجلالة الملك وتعريض مصالح المغرب الاستراتيجية للخطر ودون أي اعتبار لتضحيات شهداء وحدتنا الترابية وعائلاتهم”.

“إن أقل المغاربة تتبعا للشأن الأمريكي يدرك بأن مرسوم ترامب لا يحتاج لتوقيع الرئيس الجديد، و أن هذا المرسوم قد أنتج آثاره القانونية على صعيد الحكومة الفيدرالية الأمريكية وعلى الصعيد الدولي بما فيه الوقف الرسمي للولايات المتحدة داخل هيأة الأمم المتحدة”، يضيف المتحدث.

الاخبار العاجلة