“الحموضة” في رمضان.. خلل في الإنتاج أم في الإبداع؟!

صرخة10 مايو 2019
صرخة
أخبار وطنية
“الحموضة” في رمضان.. خلل في الإنتاج أم في الإبداع؟!
اسماعيل طلب علي

 

مع مرور أولى أيام شهر رمضان، يطفو على السطح الانتقاد الموجه للأعمال التلفزية المغربية خصوصا ما يهم السيتكومات والكاميرا الخفية التي تبث على قنواتنا، وهو انتقاد يُطرح منذ سنوات خلت دون أن يجد صدى له لدى القيمين على هاته الأعمال.

فمثلا، المُشاهد للأعمال الرمضانية السنة الماضية، يرى أن مستواها بلغ درجة الرداءة والانحطاط، خصوصا وأن نفس المواضيع يتم تداولها في كل سنة دون ابتكار أو تجديد إلا بعض الأعمال، ناهيك عن اللغة المستخدمة التي اتسمت بنوع من الابتذال.

تلك الأعمال التي تتبعها المشاهد طيلة أيام رمضان، طرحت آنذاك سؤال، أي سياسة ثقافية لدينا؟! وما إن كانت بالفعل موجودة؟ فضلا عن وجود سياسة إعلامية من عدمها تراعي جميع مكونات الشعب المغربي؟ أم أن ما يتم مشاهدته يعكس المستوى الذي يراد له أن يكون عليه أبناؤنا؟.

المُلاحظ أن المشاهد المغربي ومنذ سنين يرى أن المنظومة لم تعد تنتج إلا ما يشهده المشاهد الذي يعبر عن عدم رضاه، دون أن يتم مراعاة أذواق الجمهور المتنوع فيما يريده وما لا يريده! مكرسا بذلك فكرة أن الجمهور المغربي مجرد مستهلك وليس ذواقا، يمكن أن نقدم له أي شيء.

الملفت للانتباه في هذا السياق، أنه كثيرا ما يتردد على مسامعنا أنه بالرغم من الانتقادات الموجهة للأعمال الرمضانية إلا أنها تلقى إقبالا كبيرا، هل هذا صحيح؟!، الإجابة عن هذا المعطى تقتضي عدم الخروج عن الجانب الواقعي والطابع الاجتماعي، وهي أننا هنا نتحدث عن رمضان، ما يعني اللمة العائلة، حيث المغاربة ومع وقت إشعار آذان المغرب يلجؤون إلى قنواتهم المغربية كشيء يجمع ويوحد ولا يفرق، وبالتالي ترك القنوات الأجنبية التي قد تفاجئك سلبا، وإن كان ذلك لا يستثنى منه ما تتضمنه بعض مشاهد قنواتنا المغربية.

فضلا عن ذلك، هناك عبارة تقال وهي “دايرة الحس فالدار”.. يؤمن بها كثير من الأشخاص، مردها أننا لا نشاهد تلك “الحموضة” لرغبتنا بها، وإنما فقط حتى لا يتم تناول وجبة الفطور في جو يطبعه الصمت الموحش وقت الإفطار.

أمام كل ذلك، واستحضارا لكون الأعمال الرمضانية في كل موسم تتعرض لسهام الانتقاد، والاتهام بـ”الحموضة”، لا يمكن في هذا الباب الجزم في هذه السنة ونحن في أولى أيام رمضان، إلا أننا نقول: “الأيام بيننا للحكم”، وإن كان البعض قد جزم في ذلك.

إذن؛ فإذا كان الوضع “متأزم”، فأين هي مكامن الخلل؟ وأين المشكلة؟ هل في الإنتاج أم في الإبداع أم ماذا؟!

 

الاخبار العاجلة