“أود ارتداء ملابس نسائية، لكن لايمكن تحقيق ذلك في مدينة الناظور، وأضطر لإخفاءها بـ”جلابة”، يقول طارق الملقب بـ”طوني” في حديث لصحيفة “إسبانيول”.
طارق، شاب مغربي ذو عشرين ربيعاً ينحدر من مدينة الناظور، طلب اللجوء الجنسي لإسبانيا قبل أزيد من سنة بعد تعرضه لمضايقات من طرف العائلة والمجتمع، ويضيف: “لم أستطع ارتداء ما أريده، ولا الجلوس في المقاعي والمطاعم، لم أتمكن من الذهاب إلى المدرسة أو الحصول على عمل، وتعرضت للاعتداء في حافلة للنقل العمومي، وسخر الجميع مني وطردت إلى الشارع، عائلتي بدورها لم تقبلني”.
الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، يسترسل طوني: “جدي تبرأ مني، وحدها والدتي التي تتعامل معي كأنثى وليس مثلي جنسي، وتتحدث معي متخفية لأنها تخاف أن يطردها جدي من البيت، إن علم ذلك” يضيف:” بعدها عشت في الشارع تحت إحدى القناطر مع اللصوص والمغتصين، وتعرضت لمحاولة اختطاف”.
“هاجس طوني لإظهار مثليته، دفعه لطلب اللجوء لإسبانيا حيث زار مجموعة من الأصدقاء مثليي الجنس يجتمعون في منزل واحد لشرب الشاي الأخضر، والرقص على أنغام موسيقى عربية”، وتضيف الصحيفة الإسبانية:”في المساء يضع طوني أحمر الشفاه، وشعر مستعار وفستان أبيض أو أسود مع كعب عالي، ويقوم بنزهة رفقة أصدقاء ويركب الحافلة دون أن يتعرض لأي مضايقات”.
وفي رده عن سؤال “الإسبانيول” حول عودته إلى المغرب، يقول:”لا أريد الرجوع إلى تلك الحياة أبداً، كلما سمعت اسم المغرب أفكر في الانتحار”، مؤكداً أنه فكر في الانتحار مرات عديدة قبل دخوله إلى مليلية.
ويمنح القانون الإسباني صفة لاجئ، حسب ذات الصحيفة:”كل إنسان لديه أسباب مقنعة تثبت أنه معرض للاضطهاد نتيجة لأسباب تتعلق بالعرق او الدين او الجنسية أو الآراء السياسية أو الانتماء إلى فئة اجتماعية معينة أو الجنس او التوجه الجنسي”.
وأوردت ذات الجريدة أن مليلية تستقبل منذ 2013 طالبي اللجوء الجنسي، إذ استقبل المركز 60 مثليا جنسيا في متم السنة الماضية من بينهم فتيات، مشيرة إلى أن مجموعة الدفاع عن الممثلين المغربية تطالب بإلغاء المادة489 من القانون الجنائي، التي تنص بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات.