دفعت مجموعة من العوامل إلى جعل المغرب وجهة رئيسية لعدد من اللاجئين السوريين الفارين من ويلات الحروب في بلادهم، إذ يقطعون آلاف الأميال من أجل الوصول إلى الحدود لدخول التراب الوطني والاستقرار به.
وارتفع عدد اللاجئين السوريين المقيمين بالمغرب في ظرف سنة واحدة بنسبة 70 في المائة، وذلك بالنظر إلى مجموعة من العوامل التي تدفعهم إلى الاستقرار به؛ على رأسها التقارب الثقافي ومجموعة من الإجراءات السياسية بالمملكة.
وحسب موقع “بروكسيل بوندي” البلجيكي، فإن المغرب تحول إلى أرض استقبال للمهاجرين السوريين فيما كان معروفا في السابق بمحطة عبور، مشيرا إلى أن عددهم ارتفع من 2385 مواطنا سوريا في حدود شهر نونبر 2015، ليصل إلى 3444 مواطنا في أبريل من السنة الماضية بحسب معطيات وكالة الأمم المتحدة للاجئين؛ وهو ما يعني أن عددهم تزايد بـ70 في المائة.
وأضاف المصدر نفسه أن مجموعة من العوامل تفسر ازدياد أعداد المواطنين السوريين المستقرين بالمملكة، أبرزها القرب الثقافي والقواسم المشتركة بين البلدين والشعبين، إذ يقتسمان اللغة والدين، وهما القاسمان اللذان لعبا دورا كبيرا في اندماج السوريين بالمغرب، وهو ما يؤكده مسؤول العلاقات الخارجية لوكالة الأمم المتحدة للاجئين قائلا إن ”68 في المائة من اللاجئين هم سوريون، الذين يجدون هنا صعوبات أقل من أي منطقة أخرى للاستقرار؛ وهو ما يجعلهم يشعرون بارتياح كبير كأنهم في ديارهم”.
ينضاف إلى ذلك، حسب الموقع البلجيكي، الظروف المشجعة والإرادة السياسية، والتي تمثلت في الإستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء التي اعتمدها المغرب بناء على توجهات ملكية في شتنبر 2014، والتي مكنت من استقبال اللاجئين السوريين وتقبلهم من لدن المغاربة على أحسن وجه.
وحسب الجريدة البلجيكية، فإن الملك محمدا السادس لا يتوانى في حث شعبه على التعامل بشكل لائق مع السوريين ومد يد المساعدة لهم، مضيفا أن هذه السياسة متّعت اللاجئين السوريين من الحصول على الحقوق الأساسية نفسها التي يتمتع بها المواطنون المغاربة.
وإلى جانب ذلك، فإن ما عزز التدفق السوري على المملكة هو الاتفاق الذي وقعته تركيا مع الاتحاد الأوربي بخصوص مراقبة تدفق اللاجئين السوريين والعراقيين، أغلق أمامهم الطريق ليتوجهوا بذلك إلى اتجاهات أخرى، والمغرب كان من بينها.
كما أسهمت المبادرات الجمعوية، حسب الموقع نفسه، في تزايد عدد اللاجئين؛ ذلك أن جمعيات وهيئات عديدة حاضرة بالمغرب لتسهيل اندماج السوريين به، ومنها مؤسسة “أوريون أوكسيدون” بالرباط التي كانت تعمل على مواكبة اللاجئين القادمين من دول جنوب الصحراء.
وعرج الموقع البلجيكي على نموذج الشاب حسن، الذي وصل إلى المملكة منذ سنتين عبر الحدود المغربية الجزائرية، إذ يعيش اليوم في وضعية مستقرة بالرباط ويشعر بالارتياح مقارنة مع ما عاشه في دول عربية أخرى حل بها أثناء مغادرته لسوريا.