صدمة كبيرة تلك التي خلفتها وفاة الطفلة “ايديا”، 3 سنوات، لدى أسرتها المنحدرة من مدينة تنغير، كما تسببت وفاتها في غضب عارم على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا وأنها فارقت الحياة بغرفة الانعاش بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، بعد تعرضها للإهمال طبي ولمعاينة طبية خاطئة بعد سقوطها على رأسها، حسب رواية اسرتها,
”إبنتي تعرضت لإصابة بالغة السبت الماضي، على مستوى جبهتها ورأسها إثر سقوطها على بعض الأسلاك بالقرب من وادي ‘تيزكي’ بتنغير،” يحكي والد الطفلة ايدا، إدريس فخر الدين، في تصريح خاص لموقع القناة الثانية.
وأضاف إدريس أنه نقل ابنته إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الاقليمي بتنغير على وجه السرعة، وأن طبيب المستشفى قام بمعاينتها وضمد جراح رأسها، ”لكن ونظرا لأن المستشفى لا يتوفر على جهاز “سكانير” للكشف عنها، اكتفى الطبيب بتقديم الإسعافات الأولية للطفلة وأخبرنا أنها تستطيع مغادرة المستشفى في نفس اليوم.”
بعد العودة إلى المنزل ازدادت حالة ايدا الصحية سوءا، يحكي الأب، مردفا: ”لقد عدت بها إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي لتنغير في اليوم الموالي، لكن ونظرا لغياب الأجهزة الطبية اللازمة، تم إرسالنا إلى المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالراشيدية.”
وأكد ادريس فخر الدين، أن الأطر الطبية بالمستشفى الجهوي للراشيدية، قاموا بأخذ صور إشعاعية بجهاز الكشف “سكانير” صباح الأحد الماضي، وأكدوا له بعد التشخيص أن “وضعيتها الصحية لا خطر عليها، مشيرين إلى أنها تعرضت فقط لكسر بسيط على مستوى جمجمتها مما أثر على عينها.” وأضاف الوالد أن الطبيب الذي أشرف على فحصها بالراشدية، حدد له موعدا لنقلها إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس.
وشدد ذات المتحدث، أنه وفور وصولها بساعات قليلة إلى المستشفى المذكور، وبعد كشف الطبيب المختص، اتضح أنها تعاني من نزيف داخلي على مستوى الرئة ،الأمر الذي تسبب لها صعوبة في التنفس لتصاب في تلك الأثناء بأزمة قلبية أسفرت عن وفاتها.
ويعزي الأب السبب الرئيسي لوفاة طفلته إلى سوء التشخيص لحالتها الصحية وغياب الأجهزة الطبية من مستشفيات المنطقة، مؤكدا أن “الطفلة قطعت مسافة رحلة طويلة تزيد مسافتها عن 500 كلم من مدينة تنغير إلى فاس، بسبب غياب المعدات الطبية بمدينة تنغير”.
ومن جهته، صرح عبد الرحيم الشعيبي، المدير الجهوي للصحة بجهة درعة تافيلالت، أن الطفلة استُقبلت من طرف طبيب المستعجلات بتنغير، وأمر بنقلها إلى الراشيدية على مثن سيارة الاسعاف.
وأضاف الشعيبي في تصريح خاص لموقع القناة الثانية، أنه وبعد وصول الطفلة إلى مستشفى الراشيدية، قام فريق طبي مكون من أربعة مختصين، في جراحة الأنف والحنجرة والعيون وجهاز التنفس ، بفحصها، مؤكدا أنه “تبين أن إصابتها بليغة وتستدعي نقلها على وجه السرعة إلى فاس”.
وشدد الشعيبي على أن مستشفى فاس حدد أول أمس الاثنين على الساعة التاسعة صباحا موعدا لاستقبال الطفلة وفحصها دون أين مماطلة، معتبرا أن “الأسرة تأخرت في نقل الضحية على الرغم من توفير سيارة إسعاف، إلا أنها الأسرة لم تنقلها إلى فاس إلى غاية يوم الثلاثاء”.
وعلى حد قول عبد الرحيم الشعيبي، ”فإن العائلة مسؤولة عن تدهور الحالة الصحية للطفلة،” مشيرا إلى أنه “لو أن عائلتها وافقت على نقلها في يوم الموعد الذي حدد لهم المستشفى ما كانت الأمور أن تؤول إلى هذه النتيجة المأساوية”.
وختم المدير الجهوي للصحة بجهة درعة تافيلالت حديثه لموقع القناة الثانية مؤكدا أن الوزارة لا تتحمل مسؤولية وفاة الطفلة، مشيرا إلى أن “الوزراة لم ترتكب أي خطأ وأن الأسرة هي التي تأخرت في نقلها”.