لا يزال غياب الملك محمد السادس عن القمة العربية المنعقدة بالبحر الميت يثير العديد من ردود الفعل، إذ توقعت مصادر إعلامية أن يكون ذلك سببا في إقالة مدير المخابرات الأردنية وتعيين خلف له ابتداء من يوم أمس الجمعة.
الديوان الملكي الأردني أعلن عن خبر إقالة مدير المخابرات قائلا: “صدرت الإرادة الملكية بقبول استقالة الفريق أول فيصل جبريل حسن الشوبكي، مستشار الملك لشؤون الأمن القومي، مدير عام دائرة المخابرات العامة، اعتبارا من تاريخ 30 مارس”.
ربط الإقالة بغياب ملك المغرب عن القمة العربية جاء على لسان برلماني أردني سابق، هو جميل النميري، قال إنه “بعد يوم واحد من انتهاء أعمال القمة العربية، التي عقدت في البحر الميت، أحال العاهل الأردني مدير مخابراته ومستشاره لشؤون الأمن القومي، الفريق فيصل الشوبكي، على التقاعد، وعيّن اللواء عدنان الجندي خلفا له”.
المعلومات التي أدلى بها النميري عبر صفحته على فيسبوك، والتي يصفها بـ”الخاصة”، تفيد بأن إقالة الشوبكي جاءت على إثر نصيحة كان قد أسداها للملك بزيارة المغرب، قبل القمة مباشرة، لإقناع الملك محمد السادس بحضور فعالياتها، وأنه كان واثقاً من استجابة الملك محمد السادس لهذه الدعوة الملكية بناء على معلوماته كمدير لجهاز المخابرات، ولقربه من دائرة ملك المغرب الضيقة، بحكم عمله السابق كسفير للأردن في الرباط؛ وهو الأمر الذي لم يتم، وسبّب إحراجا شديداً للعاهل الأردني الذي لم يتلق حتى مجرد اعتذار من ملك المغرب.
يذكر أن الملك عبد الله الثاني كان قد أصدر قرارا بتعيين الشوبكي مستشارا له بداية من تاريخ إقالته، وهو ما يطرح فرضية أن يكون إعفاؤه من مهمته الأولى يتعلق بتغيير في جهاز المخابرات الأردني، خاصة مع وجود معلومات تفيد بأن خبر الإعفاء كان متداولا منذ يوم الاثنين الماضي، أي قبل انعقاد القمة العربية.
وبعث العاهل الأردني رسالة شكر إلى الشوبكي جاء فيها: “لقد تحملت أمانة المسؤولية في إدارة دائرة المخابرات العامة التي عهدتها إليك منذ سنوات عديدة. كنت خلالها، وكما عرفناك دوما، جنديا وفيا مخلصا للوطن ومبادئه السامية؛ لا تتوانى عن أداء الواجب بكل تفان وثقة. وواصل: “قد آن لك أن تنتقل إلى موقع آخر من مواقع العطاء، فإنني أتمنى لك التوفيق، مؤكدا أنك ستبقى دائما موضع الثقة والاحترام والتقدير”.