مولاي يوسف.. كاتم أسرار محمد السادس ورفيقه الدائم خلال السفر

صرخة12 أبريل 2017
صرخة
أخبار وطنية
مولاي يوسف.. كاتم أسرار محمد السادس ورفيقه الدائم خلال السفر

حينما فتح مولاي يوسف عينيه على الدنيا، وجد نفسه محاطا بعناية أم ليست إلا شقيقة الملك الراحل الحسن الثاني من أبيه، التي أنجبتها للا زهرة قبل أسابيع معدودة من إنجاب ضرتها للا عبلة لمولاي الحسن، ولي العهد الذي سيحمل بعد عقود معدودة اسما لن يعرف ثلثا المغاربة ملكا سواه، وكان يكفي أن يذكر اسمه كي ترتعد الفرائص: «الحسن الثاني».
و كان لوالدة مولاي يوسف مكانة خاصة في قلب محمد الخامس، الذي حرص عند ولادة ابنته للا فاطم الزهراء على إحياء عقيقة نحرت فيها الأضاحي وعلت أصوات الأجواق عشية الاستقلال، ولم يمح أجواء احتفالاتها الصاخبة، إلا دوي صوت المدافع التي أطلقت بمناسبة ميلاد ولي العهد الحسن. 
هو ابن شقيقة الحسن الثاني إذن، ونجل الأمير مولاي علي، ابن شقيقة الملك محمد الخامس، الذي كان قد التحق بخاله في مدغشقر، وجزاء له على وفائه، منحه محمد الخامس لقب أمير وزوّجه من ابنته للا فاطم الزهراء. وقد كان للسلطان مولاي يوسف ابنة اختار لها من الأسماء اسم للا جمالة، وهي إحدى شقيقات السلطان محمد الخامس، التي ستقترن بمولاي الحسن وستنجب منه أولادا وبناتا، الذي يهمنا منهم الآن مولاي علي والد الأشقاء عبد الله، يوسف، وللا جمالة التي عينها محمد السادس سفيرة للمملكة في بريطانيا، وهي كما تلاحظون تحمل اسم جدتها من أبيها، وهي ثاني أميرة تشغل منصبا ديبلوماسيا، بعد عمتها للا عائشة. 
ولاحظوا كيف تتشعب الشجرة التي يتحدر منها أبناء الزوجين الأمير علي، وللا جمالة، وهي الفروع التي تجمع في نفس الآن بين عائلة الأمير مولاي عبد الله عبر ابنته للا زينب التي اقترنت بمحمد بنسليمان نجل توفيق بنسليمان وللا بدرة ابنة مولاي الحسن من زوجته الثانية فاطم الزهراء حفيدة مولاي أمبارك العلوي.وهي نفس الشجرة التي تضم فروعها الجنرال مولاي حفيظ بعد زواجه من فاطم الزهراء ابنة أخت  محمد الخامس وعمة مولاي يوسف، لتصل جذورها من جديد بآل بنسليمان عبر زواج عبد الله ابن للا جمالة ومولاي علي من أم الغيث الخطيب التي تضعنا رأسا أمام الشبكة العائلية المعقدة لآل بنسليمان والخطيب والكباص، وتلك قصة أخرى نشأت بدار المخزن على ضفاف أسوار البلاط.  
ولد الأشقاء مولاي عبد الله، مولاي يوسف، وللا جمالة من رحم الأسرة الوطنية التي ساندت أب الإستقلال في محنته في المنفى، ولم تمر العلاقة المتينة بين مولاي علي وخاله محمد الخامس ثم مع ابن خاله الحسن الثاني، دون أن تترك بصماتها على علاقة حفدة ابن الأخ، الذي قرر محمد الخامس أن يمنحه لقب أمير، مع حفيده محمد السادس، وقبله مع نجله الحسن الثاني.فحينما فكر الملك الراحل في اقتناء نسبة من شركة «أونا» (أومنيوم المغرب)، لم يجد إلا مولاي علي ليكلفه بالإشراف على هذه المهمة، بل الأكثر من ذلك سيضعه على رأسها.
وإذا كانت ملامح الأمير مولاي عبد الله الابن البكر للأمير مولاي علي، الأكثر ظهورا إلى جانب الملك محمد السادس، فإن شقيقه مولاي يوسف يظل -حسب مصادر مقربة من البلاط-أكثر قربا من وريث الحسن الثاني.و كان قد برز اسم مولاي عبد الله بصفته أحد المساهمين في شركة «لون سطار إينرجي» التي يملك أغلب رأسمالها رجال أعمال أمريكيون، في عز ما أصبح يعرف بـ «كذبة تالسينت للبترول المفقود»، قبل أن تبعده من المربع الذهبي للبلاط،  ليعود بعد سنوات ليضخ حوالي ثلاثة عشر مليون دولار في شركة «دالة البركة»، وقد رهن عملية ضخ هذا المبلغ باستفادته من صفقة بناء المركب السياحي تاغزوت بعروس الجنوب أكادير، والإشراف عليه، لكن، يبدو أن الدولة سحبت منه المشروع بعد تأخره في بنائه وعجزه عن الالتزام بدفتر التحملات.  
ولم تمض إلا شهور معدودة، حتى عاد الدفء بين محمد السادس وبين الابن البكر لمولاي علي بعد غضبة ملكية ثانية، الشيء الذي يؤكده ظهوره المتواتر إلى جانب محمد السادس وبروزه وراء فكرة مهرجان الفروسية في الجديدة.  وإذا كان مولاي عبد الله يعول على محمد بنسليمان زوج للا زينب وقريبه في نفس الآن في إدارة نصيبه من ثروة والده المرحوم مولاي علي، فإن شقيقه مولاي يوسف يعتمد على علي رضى ربيع نجل المرحوم عبد الصادق ربيع الأمين العام السابق للحكومة في إدارة مشاريعه وأمواله الذي تقدر بالملايير، فهو ابن الأمير الذي يقال عنه إنه كان يملك قيد حياته في الدار البيضاء لوحدها ربع أراضي العاصمة الإقتصادية!و يحكى أنه بعد وفاة الأمير مولاي علي، كان قد بعث الملك الراحل الحسن الثاني مع شقيقته للا فاطم الزهراء  إلى سويسرا كلا من الجنرال القادري، وعبد الفتاح فرج مدير الكتابة الخاصة للملك الراحل، للإطلاع على بعض من حسابات زوجها. 
لكن، يبدو أن القائمين على إحدى أشهر البنوك السويسرية امتنع يومها عن الكشف عن حجم الودائع البنكية للأمير، وحجتهم في ذلك أن الشفرة ليست متاحة إلا لزوجته.الرسالة يومها وصلت: الثروة التي خبأها الأمير مولاي علي، الذي جمعته بين أبنائه وولي عهد الحسن الثاني علاقات صداقة وطيدة، تقدر بالملايير.و يظل مولاي يوسف الذي درس مع الأمير مولاي رشيد-حسب مصادر مطلعة- واحدا من الأصدقاء المقربين من محمد السادس، وللذين لا يعرفونه، فقد بدا مبتسما وعلامات الفرح بادية على وجهه وهو يحمل على كتفه مباشرة خلف الأمير مولاي رشيد العريس محمد السادس، وهو باستمرار الجالس الدائم على يسار محمد السادس، وفي الجهة المقابلة لشقيق محمد السادس خلال الدروس الرمضانية. 
يرافق الملك على الدوام في أسفاره ورحلاته الخاصة، مثلما لا يفارقه في صلوات الجمعة، وخلال الدروس الرمضانية. بارع في ممارسة التزلج على الجليد والماء، الهوايتان المفضلتان لدى الملك، وهو كما يؤكد لـ «الأيام» مصدر مطلع:«لا يدخن، لا يشرب الخمر، جدي، وهذه بعض الخصال التي جعلت محمد السادس يحرص على اتخاذه صديقا ورفيقا له مباشرة بعد جلوسه على العرش. يصطحبه إلى المطاعم، ويرافقه في جولات «الشوبينغ»، جليسه الكتوم والوفي، ويشاركه جزءا من انشغالاته كملك، وهذا مصدر افتخار واعتزاز لوالدته الأميرة للا فاطم الزهراء، التي تبلغ  من العمر الآن ثمانين سنة»و لمولاي يوسف أسهم في الكثير من المشاريع العقارية والسياحية الضخمة، ولا يتخذ أية خطوة دون استشارة محمد السادس، خوفا من أن يثير غضب ملك حدث في الكثير من المرات أن أثارته بعض الخطوات غير المحسوبة في عالم الأمراء و«البزنس»

الاخبار العاجلة