أكد عامل إقليم تاونات، في كلمة ألقاها خلال لقاء خصص للتعريف بآليات الدعم والمواكبة الموجهة للفاعل الاقتصادي الخاص، أن هذا اللقاء يشكل مناسبة مواتية لإبراز فرص التحفيز الجديدة التي يتيحها النظام الوطني للدعم، في أفق تعزيز النشاط الاقتصادي وتنويعه، وتنشيط الدينامية الاستثمارية التي تعرفها المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وأوضح عامل الإقليم أن هذا الزخم الاستثماري من شأنه أن ينعكس إيجابا على إقليم تاونات، بالنظر لما يتوفر عليه من مؤهلات مهمة في مختلف قطاعاته الإنتاجية، وبيئة استثمارية واعدة مدعومة بإمكانات طبيعية هامة، تجعل منه أرضية خصبة لتطوير المبادرات الخاصة واستقطاب الاستثمارات، بما يساهم في تحقيق الإقلاع الاقتصادي والتنمية المجالية المستدامة.
وأشار في هذا السياق إلى أن إقليم تاونات بات يتوفر على رصيد مهم من البنيات التحتية الموجهة للأنشطة الاقتصادية والحرفية، من بينها منطقتا الأنشطة الصناعية واللوجيستية بكل من عين عائشة وغفساي، إلى جانب مشروعي المنطقتين الصناعيتين بقرية با محمد وتاونات، فضلا عن مشاريع مهيكلة تروم الارتقاء بالبنية التحتية الطرقية، بما يعزز انسيابية المبادلات، ويدمج الإقليم بشكل أفضل في محيطه الجهوي والوطني، ويساهم في استقطاب الاستثمارات الضرورية لتنميته.
وسلط عامل الإقليم الضوء على المؤهلات الاقتصادية والمجالية الاستثنائية التي يزخر بها إقليم تاونات، باعتباره خزان المياه الأول على المستوى الوطني، فضلا عن إمكانياته الطبيعية والزراعية والسياحية الغنية، إلى جانب موقعه الاستراتيجي المتميز عند تقاطع الطريق السيار فاس–وجدة، والطريق السريع تازة–الحسيمة، والطريق السريع تاونات–فاس الذي يوجد في طور الإنجاز، مما يعزز دور الإقليم كمحور اقتصادي وسياحي واعد.
كما أبرز التنوع البيولوجي الفريد الذي يتميز به الإقليم، والذي يؤهله ليكون وجهة مميزة للاستثمار في مجال النباتات الطبية والعطرية، باعتبار هذا القطاع إحدى الركائز الأساسية لتنمية الصناعات الطبية وشبه الصناعية، خاصة وأن الإقليم يضم أزيد من 800 نوع من النباتات الطبية والعطرية.
وتطرق عامل إقليم تاونات إلى المؤهلات الفلاحية المهمة التي يتوفر عليها الإقليم، من خلال مساحات شاسعة صالحة لزراعة الحبوب والقطاني والأشجار المثمرة، ولاسيما التين والزيتون، إضافة إلى الدور الحيوي الذي تلعبه التجارة والصناعة التقليدية في دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتحسين ظروف عيش الساكنة.
وعلى مستوى الرأسمال البشري، أكد عامل الإقليم أن تاونات تزخر بإمكانيات بشرية هامة، تتجلى في شباب طموح يتوفر على مؤهلات علمية متميزة، خاصة في المجال الرقمي، ما يشكل رافعة أساسية لإنجاح المشاريع الاستثمارية ومواكبة التحولات الاقتصادية الراهنة.
وشدد عامل الإقليم على أن هذه الإمكانات المادية والبشرية تفرض على إقليم تاونات أن يكون في طليعة الفاعلين في مسار التنمية الوطنية والجهوية، وهو ما يستدعي تظافر جهود مختلف المتدخلين المؤسساتيين والاقتصاديين، ضمن رؤية مشتركة تروم الاستغلال الأمثل لهذه المؤهلات، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، من أجل جعل الإقليم قطبا سياحيا وتنمويا قادرا على خلق الثروة وإحداث فرص الشغل لفائدة الشباب.
وفي ختام كلمته، أكد عامل إقليم تاونات أن دعم المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة بالإقليم ليس خيارا عرضيا، بل نابع من وعي عميق بالدور المحوري الذي تضطلع به هذه المقاولات في النسيج الاقتصادي الوطني، باعتبارها العمود الفقري للاقتصاد، ومصدرا رئيسيا لإحداث فرص الشغل، وفضاء خصبا لاحتضان المبادرات الريادية وتشجيع الابتكار المحلي.








