دعارة الطالبات : هل أصبحت صفة “طالبة جامعية” مصدر عار

صرخة30 مارس 2018
صرخة
أخبار وطنيةالرئيسية
دعارة الطالبات : هل أصبحت صفة “طالبة جامعية” مصدر عار

طالبات بأكادير رافضات لإغراءات الشارع، وأخريات وجدن في بعدهن عن رقابة أهاليهن فرصة لا تعوض

شبان وكهول يجوبون بسياراتهم  باستمرار ضواحي الجامعة والأحياء المكتظة بالطالبات طمعا في الظفر بطالبة تقبل دعواتهم !…

 

         كثيرون هم الذين إذا ما تحدثوا عن الطالبات ، يتحدثون بشكل مباشر عن العلاقات الجنسية غير الشرعية، كأن صفة طالبة أصبحت تعني ” عاهرة” بمعنى من المعاني، يعتقد البعض أن مجرد بعد الفتاة عن أهلها ولجوئها إلى السكن رفقة أخريات بدعوى متابعة دراستها الجامعية، يعتبر حافزا رئيسيا لتعاطيها الفساد، وربطها لعلاقات مشبوهة حاولنا الاقتراب من عينات من الطالبات، وسماع آرائهن حول الموضوع، كما نقلت آراء بعض الذين أكدوا بشكل مباشر كونهم اعتادوا التربص بالطالبات…، وسنحاول ضمن هذا التحقيق الإحاطة بالموضوع من عدة جوانب.  

حي الداخلة، حي السلام، محيط الكليات ، الشوارع المؤدية من وإلى الجامعة … كلها مناطق غاصة بالطالبات، جماعات وفرادى، قاصدات مقصد، وجائلات كالتائهات، ملتحفات يحيل زيهن على وافدات من مدن العيون، كلميم، سيدي إفني …، وأخريات بزي عصري لا يحيل على أي موفد ، كهول يمتطون سيارات جذابة تلغي تجاعيد وجوههم ، يتعقبون جائلات ويتوقفون حينا ويواصلون السير حينا، شبان يعاكسون طالبات بعبارات مألوفة ” إيوا فين؟ ” … مانشوفوكش؟ ….غزالة.. .

         بعضهم يستغل فترات انتهاء الحصص الدراسية اليومية ليمروا من الشوارع المؤدية إلى تكيوين – الدشيرة إنزكان ، حيث تقف طالبات جنبا إلى جنب مع طلاب ينتظرون من يتفضل بإيصالهم هروبا من زحمة الحافلات ونذرتها، طالبات يقفن غير بعيد عن زملائهن الذكور، ولكم يكون المنظر مضحكا  حينما يقف طامع لطالبات منتظرا صعودهن السيارة، فيركض زملائهن فيمتطون جنبا إلى جنب معهن في الخلف وأحدهم في المقعد الأمامي، ما يصيب الصياد بالحسرة على حظه العاثر، لكنه سرعان ما يعود في اليوم الموالي ويجرب حظه من جديد…

         أغلب الطالبات يشكلن جماعات كل جماعة منهم تقطن شقة على وجه الكراء التضامني، وبغض النظر عن اللواتي سعفهن الحض ليقطنن بالحي الجامعي ، فباقي الوافدان من المدينة الجنوبية أو المحيطة بأكادير ( تارودانت – تزنيت – وارزازات…) فلم يجدن بدا من اللجوء إلى كراء شقة بهذا الحي أو ذاك، وبحكم كون الطالبة حديثة العهد بولوج الجامعة تكون بالكاد تجاوزت سن المراهقة، ثم بحكم تمكنها لأول مرة من التجرد من رقابة ووصاية الأهل والبعد عن أنظارهم الحارسة والحريصة، يجدن الأمر فرصة لهن لفعل ما يردن بحرية مطلقة، فلا أب يسأل عن مكان تأخرها وسببه، ولا أخ يتعقبها ويرصد أفعالها ونوعية رفيقاتها ورفاقها، ولا جار يشي بها ، ليس طبيعيا تعميم الأمر على كل الوافدات مما تجدر معه الإشارة إلى أن الحديث في هذا التحقيق فقط على فئة جعلت من حريتها فرصة للتجرد من قيود العائلة.

         صنف آخر من الطالبات وافد من دول إفريقية ، سمراوات في جماعات جنبا إلى جنب مع رفاقهن من بلدانهن الأصلية، وأخريات منعزلات دون رفاق، حسب الظاهر فهن وافدات لمتابعة دراساتهن الجامعية بأكادير لكن ممارسات أخرى تصاحب وجود أغلبهن .

 

الاحتياجات المادية وعسر الأهل وهزالة المنح الجامعية

سبب رئيسي يسقط الطالبات في حضن المتربصين:

         فاطمة الزهراء ( 22 سنة) من سيدي إفني ، طالبة بكلية الحقوق لم تتردد في كشف بعض أسرار الطالبات في حديثها مع الجريدة، بسحنتها الأمازيغية ، ولكنتها التي تمزج بين الدارجة المغربية ولهجة تاشلحيت، تقول: ماذا تنتظر أن تفعله طالبة في العشرينيات من عمرها، وبمحيط كثرت فيه التحرشات والإغراءات، وأمام ظروف مادية قاهرة ، فلا الأهل قادرين على تحمل كافة نفقات الطالبة من مأكل ومشرب ومسكن وتنقل ، ولا المنح الجامعية كافية لسد الخصاص، في حين تجد أمامك في الشارع متربصين كثر ومن كافة الطبقات الاجتماعية يقدمون لك كل الإغراءات المادية مقابل فرصة مجالسة ليس إلا، عادي جدا أن تضطر الفتاة لقبول الدعوة من واحد من المتربصين بها، لكن أعتقد أن أغلبية الطالبات يتمتعن بذكاء لا بأس به، فهن يعلمن مسبقا أن إعطاء كل شيء يعني فقدان كل شيء، لهذا تجد أغلبهن يتظاهرن بالاستجابة، ويراوغن، ويكسبن الوقت بمختلف المناورات ، ويستطعن بذلك تحصيل نسبة مما يردن ويغادرن بدون خسائر، لكن هناك فئة سرعان ما تسقط في الفخ وتصبح ضحية..

من تربت في جو نظيف لا يرهبها البعد

عن الأهل في سبيل طلب العلم

         أما رشيدة (23 سنة من وارزازات) فرأيها مختلف، ودفاعها عن شرف الطالبة شرس، إذ تقول، لست متفقة مع الذين ينظرون إلى الطالبة على أنها لقمة سائغة أمام الذئاب البشرية الذين يصولون ويجولون بمختلف مناطق تمركز الطالبات، فالطالبة غادرت بيت أهلها ليس من اجل اللهو والمرح، بل من أجل طلب العلم ، وتحصيل شواهد ترفع من قدرها، وتشرف بها نفسها وأهلها، وتحقق لذاتها مكانة داخل المجتمع يكسبها فرصة عمل شريفة ، فاللواتي يبحثن عن ملذات الحياة لم يتمكنن أصلا من نيل الباكالوريا لولوج الجامعات، والتي تربت في وسط محافظ ونظيف لا يرهبها العيش بعيدا عمن أحسن تربيتها، والحرية الحقيقية هي التي تستطيع نائلتها استغلالها فيما يحفظ شرفها وليس العكس.

لم أكن أعلم أن الخمر يغير القناعات،

 وأن الجنس ممكن بين أنثيين

         لكن “سعاد”  زميلتها التي تتقاسم معها مسكنهما إلى جانب زميلات أخريات تعترف أنها خلال السنة الجامعية المنصرمة كانت تساكن زميلات أخريات واللواتي ابتلين مند أول سنة جامعية لهن بمختلف الممارسات المنحرفة، شيشة، وسجائر ومخدرات وخمر وجنس ، تقول أنها لم تكن تعلم قبل السنة الماضية أن علاقة جنسية يمكن أن تجمع شخصين من جنس واحد وخاصة إذا تعلق الأمر بأنثيين، ولم تكن تعلم أن شرب الخمر يمكن أن يغير القناعات.

ممارستي لما أريد لا يؤثر على

تقدمي في طلب العلم

         طالبة أخرى تحفظت عن ذكر اسمها ولا المنطقة التي تنتمي إليها مع أن لكنتها تكشف عن انتمائها للأقاليم الجنوبية، تقول بنوع من التحدي، نعم أنا واحدة من اللواتي يفعلن ما يردن دون قيود، ما معنى أن أكبح رغباتي في انتظار ما سيأتي و قد لا يأتي، جسمي لي وأنا حرة فيه، وممارساتي لا تحول دون تقدمي في طلب العلم، أن أعيش تحت القيود يعني أن أسجن نفسي، لا، لست تلك التي تفعل بنفسها هكذا، لدي صديق، ممكن أن تتطور صداقتنا إلى زواج، ممكن أن تنتهي متى شعر كل واحد منا بالملل، لماذا نعيش حياة مقيدة بالشروط والضوابط و..و..و، خلال سنتي الأولى جامعيا تعرضت لعدة إغراءات، وترفعت عنها ، لكن تغيرت نظرتي 180 درجة يوم علمت من صديقة لي حرصت على الدوام على ما يسمى الشرف، وامتنعت دوما عن قبول أية صداقة مع الجنس الآخر، إلى أن أتى ذاك اليوم المشؤوم الذي تقدم ابن عمها لخطبتها وأبت القبول به لدواع شخصية، فنسج قصة وهمية ونشرها وسط العائلة فما كان من والديها إلا أن أعلنوا غضبهم وطردوها من حظيرتهم فصارت مذمومة بلا ذنب أتته ولا جرم ارتكبته، وتهدمت سمعتها الشريفة التي حرصت عليها أشد الحرص وأصبحت مثلها مثل أي عاهرة محترفة، حينها فهمت أن الشرف ليس هو ذاك الذي تحافظ عليه وإنما ذاك الذي يقتنع به الآخرون تجاهك، لهذا قررت أن أتصرف في شرفي لعل الناس يقتنعون بشرف آخر يلصقونه بي اقتناعا منهم.

شهادات متباينة

         التقت الجريدة بمجموعة من المتربصين بالطالبات، وسمعت آراء مختلفة منهم، محمد(أربعون سنة) مستخدم، يحكي عن مغامراته مع الطالبات بافتخار مبالغ فيه، يقول كل مرة تربصت فيها أجد واحدة مختلفة عن الأخرى، سيارتي بالرغم من تواضعها تسهل مأموريتي في ذلك، أول مرة أجرب فيها حضي التقيت خلالها بطالبة في سنتها الأولى ، في البداية تحفظت في شأن مرافقتي إلى البيت، لكن سرعان ما وثقت بي وانصاعت لي، غالبا ما تكون الممارسة مع الطالبة سطحية لكن المتعة حاضرة دائما، توالت تجاربي معهن، ولم أخطأ الهدف قط، صحيح أن بعضهن يتغنجن أكثر من اللازم، ويبحثن عن صياد تظهر عليه إمكانيات مادية أفضل لكن لن تخرج خالي الوفاض إذا جربت.         

تعرضت للخديعة من طالبات

وأنفقت كثيرا من مالي في سبيل نيل رضاهن

         أما الحاج ابراهيم ( تاجر 54 سنة) فيقول دون تردد أنه مند ثلاث سنوات اكتشف منطقة تمركز الطالبات، وضل يتردد عليه مند ذلك الحين، يعترف أن كثيرات خدعنه في البداية، وصرف في سبيل الركض ورائهن أموالا دون نتيجة، تعرض لابتزاز واضح من بعضهن مقابل نيل رضاهن وقبول مجالسته، لكن كلما وفى تعرض للخديعة، لم يبد أي انزعاج حينما سألناه عما إذا كانت له بنات في أعمار تلك الطالبات، وكيف سيكون شعوره لو أن واحدة من بناته تعرضت لما يعرض له بنات غيره، بل أجاب كواثق في نفسه: بناتي تحت رقابتي اليومية، لست ممن يبعدهن عن عيناي ورقابتي لأخاف عليهن من أمثالي.

الطالبة كالمطلقة ونادلات المقاهي

كلهن مشبوهات وسهلة المنال

         في حين صرح رشيد، نادل بمقهى تتردد عليه الطالبات أن أغبى رجال شاهدهم في حياته هم أولئك الذي يترصدون ويتربصون للطالبات، فهم ينفقون لأجلهن وهن تخلصن لخاصتهن .

         أحيانا تبدو الطالبة للبعض مثلما تبدو المطلقة، مشبوهة دائما، سهلة المنال، وهذا حال عبــد الله ( صاحب مكتبة) والذي يقول الطالبة مثلها مثل المطلقة ونادلة المقهى كلاهن مشبوهات، وكلاهن سهل ، يكفي أن تكون مستعدا للإنفاق ، وأن تكون قادرا على الإشباع من جميع النواحي .

الطالبات داعرات …

لا ، لا وجود لدعارة الطالبات… !!

         في جولتنا عبر أنحاء مدينة أكادير وخاصة مناطق تمركز الطالبات، ولقاءاتنا العفوية مع شرائح من العامة وبعض المنتسبات لجامعة ابن زهر، استقينا عددا مهما من القراءات والآراء، فمن مؤكد لوجود ظاهرة يسميها دعارة الطالبات، ومن ناف للظاهرة بشكل كلي، ومن مستخف بالأمر ومعتبر المسألة لا تعدو أن تكون حالات ناذرة منصهرة وسط مجتمع يجمع كل المتناقضات.

         سميرة من تزنيت (24 سنة) تقول لماذا ينظر إلينا البعض على أننا داعرات؟ هل لأننا نسكن منعزلات عن الأهل؟ نحن مضطرات للابتعاد عن أهالينا من أجل تحصيل شواهد عليا، وليس لشيء آخر، ونعيش جماعات لنستطيع تدبير شؤوننا الخاصة بشكل تضامني، ونتمكن بالتالي من اختزال نفقاتنا قدر المستطاع، صحيح المنح الجامعية لا تكفي لسد حاجياتنا أمام غلاء المعيشة بأكادير، لكن نستطيع بفضل حرص أهالينا على ضبط مصاريفنا والاقتصاد فيها لتحقيق توازن بينها وبين إمكانياتنا المتواضعة، لسنا داعرات .

         سعاد من كلميم (23 سنة) أنا محظوظة بالسكن رفقة زميلات من بلدتي، كوننا أسرة مصطنعة ووضعنا لنفسنا قانونا خاصا ، وجعلنا من كبيرتنا سنا ربة أسرتنا، نأتمر بأوامرها اللينة والتي تراعي فيها حالة السواء التي تجمعنا بها، ووضعنا برنامج خدمات البيت نتناوب عليه دون مشاكل، وحرمنا على بعضنا بعض الأفعال التي اقتنعنا بعدم استقامتها ، وصرنا لبعضنا ناصحات راشدات عاطفات، وتنتابنا رغبة في البكاء كلما حان موعد العطلة السنوية التي تنهي علاقتنا الأسرية اليومية إلى حين.

         صادفنا الحاجة حفيظة، صاحب محل مخصص للطالبات على وجه الكراء، تقول : عانيت خلال السنة المنصرمة من طالبات شغلن مني شقة واستغللنها لشتى أنواع المنكرات، رائحة الشيشة تنبعث منها وأصابتني بمرض صدري ما أزال أعاني منه بحكم سكناي في الطابق العلوي من مسكنهن، ضجيج وصراخ يومي إلى أوقات متأخرة من الليل، بل إلى الصباح أحيانا، لست أدري أي وقت يخصصنه لمراجعة دروسهن، منهن من تقضي الليل خارج البيت وما تعود إلا صبحا، ومنهن من حاولت استقبال غرباء بمحلي لولا يقظتي ومنعي إياهن من ذلك.

          

        

الاخبار العاجلة