برلماني من تاونات يتسبب في أزمة ديبلوماسية بين المغرب والسعودية

صرخة24 سبتمبر 2017
صرخة
أخبار سياسية ونقابيةالرئيسية
برلماني من تاونات يتسبب في أزمة ديبلوماسية بين المغرب والسعودية

لم تتقبل المملكة العربية السعودية انتقاد مستشار برلماني عن حزب العدالة والتنمية لطريقة إدارتها لمناسك الحج، وأصدرت سفارتها في الرباط بلاغا أكدت فيه أن السعودية لن تسمح “لكائن من كان بالتدخل في شؤونها الداخلية”.

نشر علي العسري المستشار البرلماني عن حزب العدالة والتنمية من إقليم تاونات، يوم 13 شتنبر الماضي تدوينة على حسابه الشخصي في موقع لتواصل الاجتماعي فايسبوك تحت عنوان “للأسف كل حاج(ة) عند السعوديين هو مشروع مهاجر سري!”.

وانتقد العسري معاملة السلطات السعودية لحجاج بيت الله الحرام القامين من مختلف دول العالم “كمجرد مشاريع مهاجرين سريين لاراضيها” ووصف هذه المعاملة بأنها “أكبر استفزاز وإهانة واحتقار وإذلال من السلطات السعودية لكل حجاج بيت الله الحرام”.

وتابع أن السلطات السعودية “تصر على اضافة العبارة المستفزة “غير مرخص له بالعمل” للتاشيرة على الجوازات، بما فيها الجوازات الدبلوماسية، ولا تكتفي بذلك بل تعمد عبر هيئة هلامية، وتطرح أسئلة كثيرة عن قانونيتها، وادوارها الفعلية اسمها “المطوفون” إلى سحب الجوازات من اصحابها بمجرد أن تطأ أقدامهم مطار الوصول، ودون حتى وصولات عن ذلك، ولا ترجعها لهم الا بعد شحنهم كالسجناء في حافلات إلى المطار للمغادرة، وتقفل عليهم الأبواب بأحكام، لحد منعهم من النزول للصلاة ان حان وقتها، كما وقع لنا عندما اذن للعصر بالمسجد النبوي ونحن ببابه ننتظر الانطلاقة نحو المطار”.

وأضاف أنه عندما احتج على معاملة السلطات السعودية للحجاج “كان الجواب انها تعليمات، قبل أن ارغمهم على السماح لنا، بعدما قلت لهم أن تعليمات الخالق الحاثة على صلاة جماعة ب1000 صلاة مقدمة على تعليمات كل مخلوق، وكل تبريراتهم الخوف من تخلف أي واحد عن المغادرة، وهو أمر أصبح فوبيا غير مفهومة في بلد مساحته تناهز 2 مليون كلم2، جلها خاوية على عروشها، في بلد ما احوجه أن يكون برمزيته ملجأ لكل المسلمين، على الأقل كحال دولة الكيان مع كل يهود العالم، ولكنه استكبار نظام، ظاهره خدمة الإسلام، وباطنه كل ما يناقض ذلك للاسف الشديد”.

سفارة السعودية ترد

تدوينة البرلماني عن حزب المصباح أثارت حفيظة السفارة السعودية في الرباط، وردت عليها في بلاغ نشره موقع “هسبريس” جاء فيه أن ما صدر عن علي العسري مجرد “مزاعم وافتراءات لا يمكن لعاقل تصديقها”؛ مضيفة أن “الأمر مدعاة للسخرية حين انبرى من يفترض فيه احترام القوانين إلى الطعن في بعض الإجراءات التي تنظم الحج، مثل التأشيرة وتنظيمات الطوافة”.

وأورد البلاغ أن الإجراءات التي انتقدها البرلماني المغربي”جار بها العمل منذ عشرات السنين، والهدف منها ضبط النظام واحترام الحقوق والواجبات التي تفرضها الأنظمة والقوانين السعودية”؛ فيما علقت السفارة على وصف المعني بالأمر التعاطي مع الحجاج بالتعاطي مع السجناء، بالقول إن “كاتب التدوينة كان يكتب لغرض آخر غير تسليط الضوء على الحقيقة”.

وأضافت السفارة السعودية في بلاغها أن “من يريد مجرد نشر الادعاءات والمزاعم الفارغة فذلك شأنه..والمملكة السعودية لا تسمح لكائن من كان بالتدخل في شؤونها الداخلية (…) كل العالم شهد بما تبذله المملكة السعودية قيادة وحكومة وشعبا من مجهودات جبارة لخدمة ضيوف الرحمان وراحة حجاج بيت الله الحرام..وقد شهد بذلك العدو قبل الصديق”، حسب نص البلاغ.

العسري يوضح

وبعد أن عبرت سفارة الرياض عن غضبها من تدوينته، عاد علي العسري ونشر تدوينة أخرى على حسابه في الفايسبوك عنونها بـ”بيان توضيحي بخصوص ما كتبته عن موسم الحج”، قال فيها أن تدوينته استغلت “بسوء نية من طرف بعض المنابر الاعلامية”، وأنه تم “تحميلها أكثر بكثير مما تحتمل، وتضخيم مضمونها وتسييسه لتحقيق إثارة رخيصة بعيدة عن المهنية”.

وأكد أن كل ما كتبه “كان بصفتي الشخصية كمسلم أدى مناسك الحج، لا علاقة له؛ لا بالانتماء الحزبي ولا بالصفة البرلمانية، ناهيك أن ينسب للدولة، او تتحمل مسؤوليته، فلا يخفى أن بلدنا يرتبط بعلاقة قوية بالمملكة السعودية، وأنا كمواطن اقدر مصالح وطني، أعتز بهذه العلاقة واثمنها واحرص على استمرارها وتقويتها”.

وأضاف أن تدوينته تدخل في باب “النصح الذي يجب أن يسود بين المسلمين جميعا، حكاما ومحكومين، وهو أمر يتجاوز الحدود والوطنية الضيقة”، ونوه “بالمجهودات العظيمة التي تبذلها السلطات السعودية، خصوصا على مستوى البنيات والتجهيزات الأساسية والوسائل اللوجستيكية”. وعاد لينبه لما اعتبره “عيوبا وشوائب يمكن للسلطات السعودية تداركها دون ان يعيبها الأمر في شيء”.

وختم تدوينته قائلا “إن إبداء هذه الملاحظات لا ينقص في شيء من قيمة المملكة العربية السعودية في الوطن الإسلامي، ولا مجهوداتها الجبارة والمشكورة لانجاح موسم الحج، وهو أمر ليس بالهين على الإطلاق، ويبقى من حقي كاي مسلم أن اتمنى ان تكون السعودية برمزيتها كارض للحرمين الشريفين فوق الوطنية الضيقة، وان تسمو فوقها، وان تكون ملجأ امنا لكل مسلم كما وصفها ربنا في كتابه، وكما كانت مكة حتى قبل البعثة، فيما اشتهر بوثيقة حلف الفضول”.

الاخبار العاجلة