هذا هو السؤال الذي يطرحه المتتبعون للشأن التربوي بجهة سوس مسة، ومهم الفاعلون والشركاء في عمال إقليم طاطا، في سر غياب مدير أكاديمية سوس مسة عن حفل تدشين ثانوية أقايغان بالجماعة القروية أقايغان الممولة من ميزاني صندوق التنمية القروية الذي تشرف عليه وزارة الداخلية بالاقليم.
كيف يمكن أن نكسب ثقة الشركاء والمسؤول الجهوي (مدير أكاديمية) لم يحضر حفل تدشين مؤسسة تشكل جوهرة المؤسسات التعليمية بالإقليم بالنظر للمبلغ الذي صرف من أجل لبناء المؤسسة التربوية وداخليتها بتجهيزات راقية وعالية الجودة، علما أن مدير سوس مسة قد أقر في استجواب صحفي قبل أيام أنه لا يتردد في حضور التدشينات. كما أنه خلال يوم أمس الأربعاء 21 أبريل 2021 لم يتنقل إلى أية مديرية أخرى، ولم يكن في أية مهمة في الرباط، في حين تنقل السبت الماضي إلى تارودانت بعدما تفجرت فضيحة تغذية تلاميذ داخلية أولوز التي وصلت إلى مكتب الوزير، وحاولوا تلميع الصور بتعديل التغذية واستقدام أفرشة جديدة من دون محاسبة ولا مساءلة من تسبب في وضع غير لائق وتغذية غير مناسبة لتلاميذ أبرياء لا يصلهم الدرهم التربوي، ولا تصلهم حقيقة منحة 24 درهما لتجويد خدمات الداخليات التي فضحتها الصور.
السؤال الذي يطرحه الطاطاويون: لماذا حينما ذهب مدير سوس مسة إلى طاطا لتدشين مدرسة جماعاتية حضر معه عامل الإقليم ورئيس المجلس الإقليمي، وحينما تعلق الأمر بتدشين شريك استراتيجي، وهو وزارة الداخلية والفلاحة، في إطار صندوق التمية القروية، غاب المدير. هل هذا هو السلوك الذي سنقنع به الشركاء للانخراط أم أن جولة مدير سوس مسة إلى طاطا كانت بهدف تلميع الصورة قبل حلول الوزير بسوس أم أن في الأمر تهرب من حقيقة واقع التعليم بالاقليم، بعد تفجر فضيحة داخلية “تيسينت” بطاطا منذ أسابيع، والتي تعري واقع أكثر من 46 داخلية وضعيتها تحتاج إلى إصلاح بحسب وثائق المجلس الإداري، أما التغذية فالله أعلم بحالها.
السؤال المقلق أيضا، هو أن المديرية الإقليمية للتعليم (مصطلح جديد نشرته الأكاديمية في صفحتها الرسمية) عوض الاسم الرسمي المعمول به، هو مكلف بالتسيير، ولم يترشح للمنصب خلال التباري عليه. بل حاول أن يفلت بجلده ، ويغادر جهة سوس مسة للترشح في أكاديمية مجاورة اسمها “كلميم واد نون”. وهذه رسالة تؤكد مرة أخرى إلى جانب العشرات من الأطر التي تتفرج على وضع تربوي متكهرب وأجواء غير مشجعة على العمل، فيحول كل إطار الترشح لمناصب للتخلص من وضع غير صحي في التسيير، فضحته مؤشرات الاكتظاظ والمردودية الداخلية والهدر المدرسي والبناء المفكك بأرقام لا تحتاج لأي توضيح أو تعليق.