لا يختلف اثنان على ان تدبير الشأن المحلي بمدينة القليعة عرف تقلبات سياسية عديدة ومتنوعة منذ سنوات طوال ، وكانت تحكمه اعراف و عادات تخلق الفارق في كل مناسبة ، بعيدا عن المسطر والمدون في كتب و مقررات القوانين ، اذ هناك من كان يتصدر الانتخابات لا لشيء الا لأنه جعل من نفسه جزءا من ادناب ركائز الداخلية التي تحميه و تعيد تكوينه ، كما نجد ايضا من يتسلق الترتيب لكونه يقدم الولاء والطاعة امام اسياده في رقعة جغرافية محدودة واعدا بتنفيذ الاوامر ولعب الدور المسرحي دون اخطاء وبشكل جيد ، وهناك اطراف اخرى تصل لردهات المجلس الجماعي حاملة معه أذن و أعين المسؤولين ليتتبعوا ما يقع في الكواليس بما ان ما يقع في المجالس الرسمية يصلهم بالتقارير الرسمية قانونيا .
منعطف ما يسمى ب ” تسونامي “حزب العدالة والتنمية ” في الانتخابات الجماعية سنة 2015 بتحقيق اكتساح كبير على مستوى حصد الاصوات والمقاعد ، جعل المتتبعين للشأن المحلي يقفون عند الارقام و الاحصائيات ويستحضرون البعد المحلي لمدينة القليعة ومدى الاستثناء الذي يعرفه في مختلف المجالات ، إذ عبر البعض عن بداية مسار جديد و منهجية جديدة في التدبير يمكن ان تتطابق مع الخطابات و الشعارات المرفوعة محليا ووطنيا ، في حين ابدى البعض الاخر عدم رضاه لما الت اليه النتائج معتبرا ذلك هدية ملغومة في غياب التجربة و الاطلاع على القضايا العامة و الملحة في ظل تواجد “محمد بيكيز” ربان جديد سيقود السفينة .
حصيلة ثلات سنوات من العمل همت في جوهرها عدد من الأوراش الكبرى لعل أبرزها الطريق الرئيسية التي شكلت عبئا على المجالس السابقة ، قبل إكتمال عمر ولاية البيجيدي على رأس أبشع الجماعات الحضرية كما أرادت الداخلية تسميتها قصريا ، تمكن المجلس من إكمال الشطر الأول بتكلفة اجمالية فاقت مليار و 800 مليون سنتيم يهم تصريف مياه الامطار ، و شطر ثاني بتكلفة مليارين و 700 مليون سنتيم يهم الإنارة العمومية و التشجير و التبليط و تزين المدارات الطرقية الثلاث التي شيدت قبل أشهر خلت .
الإنارة العمومية تمكن من خلالها المجلس الحالي من إظافة و تغير و إصلاح عدد كبير من المصابيح LED مع توسعة شبكة الإنارة العمومية لتشمل عدد من الأحياء و الشارع الرئيسي .
قطاع النظافة تم تجديد أسطول النظافة بخمسة شاحنات جديدة بما يقارب مجموعه 314 مليون سنتيم ، حيت انتقل معدل النفايات من 10 الف طن الى 14 الف و 500 طن .
ملياري سنتيم من أجل تعبيد الطريق الإقليمية 1005 التي كانت في حالة يرتى لها . لتفك العزلة عن عدة احياء ، دوار العطار بن عنفر ، الخمايس و أحياء اخرى .
ويبقى العدالة والتنمية الحديث العهد بالتسيير (لأول مرة يتحمل مسؤولية تدبير الشأن المحلي)، حريصا على إنجاح التجربة إلى بر الأمان، نظرا لأن رهانه الإستراتيجي، هو الحصول على الرئاسة في انتخابات المقبلة، من بوابة تسويق “حصيلة مشرقة” للمجلس الحالي.
وتبدو المعارضة داخل المجلس غير ذات تأثير كبير، ما يستبعد معه أن تشكل عنصر إزعاج للأغلبية، وهي تعيش أصعب أيامها، خصوصا مع انطلاق العد العكسي للانتخابات.