استنكر مقاولون شباب بإقليم طاطا، استفادة نفس الشخص قرابة ست سنوات متتالية، وبشركات مختلفة من مشروع تزويد المناطق الجافة بالماء، الذي تشرف عليه المندوبية الإقليمية للإنعاش بطاطا.
أحد أعضاء جمعية المقاولات الصغرى، رفض الكشف عن هويته أكد أن مقاولي الإقليم مقصيون من المساهمة في بناء إقليمهم من خلال نيلهم مثل هذه المشاريع، داعيا إلى توضيح هذا الأمر باستدعاء الجميع للمشاركة في تدبير مثل هذه الملفات بكل وضوح وشفافية.
مصدر مطلع أفاد في شهادته للموقع، أن تكلفة مشروع تزويد المناطق الجافة بالماء تبلغ 600 مليون وقد تصل إلى مليار سنتيم توزع عبر أشطر؛ موضحا أن سبب استفادة نفس الشخص من الصفقة راجع إلى اعتمادها على شكل “marché négocié”؛ الذي يُتيح لصاحب المشروع -المندوبية الإقليمية للإنعاش بطاطا- اختيار المُزايِد الأقل:le moins disant، من بين ثلاث شركات متقدمة للظفر به. وأضاف المتحدث أنه لمزيد من الشفافية والحكامة يجب اعتماده على طريقة طلب العروض: appel d’offre، دون التبرير باستعجالية الأمر.
الكاتب الإقليمي للكونفدرالية الديموقراطية للشغل بطاطا، صرَّح للجريدة أن الفساد والتسيب بقطاع الإنعاش الوطني بطاطا ليس وليد اليوم، َوالذي راكم من ورائه الفاسدون عقارات وأموال طائلة، بل هو بنيوي منذ سنوات طوال ويتخذ شقين :
* شق التلاعب المفضوح ببطائق الإنعاش واهداء العشرات منها للمحظوطين والمحظوظات الأشباح،
* وشق المشاريع السمينة من حيث الأرباح الطائلة والتي يتم تفويتها في خرق سافر لكل الضوابط والقوانين لقلة من المقاولين المقربين من طرف مندوبي قطاع الإنعاش المتعاقبين على التسيير. وهذه الفضائح المستمرة سبق لنقابة عمال الإنعاش الوطني التابعة لنقابتنا أن قامت بفضحها على مدى سنوات ابتداء من 2012، ولنا مثال كذلك في بعض الحدائق العمومية التي فوتت أشغال تهيئتها من طرف مندوبي قطاع الإنعاش السابقين للمقاولين المقربين في حين تتم الأشغال بمجهود وعمل عمال الإنعاش المهضمومة حقوقهم أصلا. أضف إلي ذلك الخروقات والشبهات المرتبطة بمشاريع بناء السواقي والتشجير وتزويد ساكنة بعض الدواوير بصهاريج الماء.
الكاتب الإقليمي طالب عامل الإقليم بفتح تحقيق عاجل وتحت إشراقه الشخصي في جميع التجاوزات المرتكبة ومحاسبة المتلاعين المتورطين السابقين والحاليين. فلا هدنة مع الفساد والمفسدين.
هذا وقد أكد أحد المواطنين القاطنين في الدواوير المستفيدة من تزويدها بالماء الشروب إبان فترات الجفاف، أن الشركة لا تحترم احتياطات السلامة الصحية في عملية نقل المياه؛ حيث إنها لا تنقلها في صهاريج من نوع “inox”، بل في أخرى من الحديد أو البلاستيك التي تُشكل تهديدا على صحة الساكنة وعلى خلو مادة الحياة من الصدى والجراثيم.