اجمع العديد من المثقفين أن وجود قائمة بأكثر من 100 مهرجان بجهة سوس ماسة يعتبر هدرا للوقت وتبذيرا للمال العام، خاصة وأنّ أغلبها يركز على الغناء والتهريج ، داعين الى ضرورة الاهتمام بالأدب والشعر والكتاب والفنون التشكيلية وكذا المسرح والسينما .
وتأتي غالبية الأموال المرصودة لتنظيم هده المهرجانات الفنية والثقافية، من المجالس الجماعية والإقليمية والجهوية، أو من خلال دعم المؤسسات العمومية لهذه المهرجانات من خلال الاحتضان أو على شكل إعلانات بملايين السنتيمات.
وتلتهم، العديد من المهرجانات الفنية والثقافية يجهة سوس ماسة ميزانيات مهمة، كما هو الحال مع مهرجان “تيميتار” بأكادير الذي يُصرف عليه أزيد من 12 مليون درهم و مهرجان تيميزار بتيزنيت الذي يصرف عليه أكتر من 6 مليون درهم و الذي يعتبر من مهرجانات “البهرجة والرقص والولائم الدسمة” بسوس ماسة ، و وجها آخر من أوجه التبذير الفاحش للمال العام وتثمين بطون وجيوب العديد من الجهات على حساب الحاجيات الحقيقية للساكنة المهمشة.
و علمت sarkha.ma من مصادر موثوقة، أن ما يفوق عن 6 مليار سنتيم، سنويا، هي القيمة المالية التي تصرف على المهرجانات الفنية والثقافية بجهة سوس ماسة ، التي يبلغ عددها 102 مهرجان في السنة.
و دكرت مصادر أن هناك اختلالات كبيرة في الحسابات المالية، لهذه المهرجانات، إذ بيّنت المعطيات، أن أغلب الصفقات التي تخص هذه المهرجانات يتم تمريرها خارج الشق القانوني المتعلق بطلبات عروض عمومية، كما يتم التلاعب، بشكل كبير في حجم التعويضات التي يتم صرفها للفنانين الأجانب الذين يتقاضون مبالغ خيالية، وهو ما يجعل فواتير العديد من المهرجانات منفوخ فيها ومضغوطة، مما يسمح بالتلاعب بمبالغ مهمة من ميزانيات هذه المهرجانات في غياب التدقيق البعدي للأموال العمومية الداعمة لها.
و عبر العديد من المواطنين على إستيائهم من حجم الميزانيات المرصودة لتنظيم المهرجانات يسوس و التي تكون في الغالب سخيقة . و اعترف العديد منهم ان المهرجانات بسوس ماسة و على الرغم من كثرتها أصبحت باردة و فاقدة للحياة .
المهدي النهري