اوردت يومية اخبار اليوم في عددها اليوم السبت أن بيرنابي لوبيث غارسيا، المتخصص الإسباني في الشؤون المغربية، عاد إلى الواقع السياسي المغربي وتعقيداته وبسط في مقال تحليل ترجمته اليومية عن “البايس” رؤيته لمخاض تشكيل الحكومة بعد انتخابات 7 أكتوبر الماضي
وقال لوبيث غارسيا، في مقالته التحليلية، إن التحكم واقع بنيوي في المغرب، وبنكيران يعد السياسي المغرب الأكثر شعبية خلال العشرين سنة الماضية، وأن بنكيران يريد أن يشكل الحكومة وفق شعار “لا انبطاح ولا مواجهة”، وكان خلال حملته الانتخابية يردد كلمة التحكم في إشارة إلى “الدولة العميقة”، أي الحاكمين الحقيقيين عن بعد.
ويضيف الباحث المتخصص في الشؤون المغاربية أن “المشكل هو أنه بين الانبطاح والمواجهة كان هامش التحرك ضيقا جد” .
وتابع :” عندما تكون هناك علاقة قوى غير متوازنة ، من الصعب التوصل إلى اتفاق لا ينتهي إلى انبطاح أو المواجهة”، مشيرا إلى أن “بنكيران راح ضحية هذا الشعار المستحيل تقريبا، في تحركاته خلال السنوات الخمس التي قضاها في رئاسة الحكومة، كان بنكيران يرفض المواجهة، وقدم تنازلات في العديد من القضايا، من خلال القبول بالقرارات الكبيرة التي تفرض من الخارج، مثل ما يتعلق بالدبلوماسية (تعيين السفراء)، والداخلية (تعيين الولاة والعمال)، والاقتصاد (تعيين مدراء المؤسسات الكبيرة ووكالات الدواة)”.
وأضاف غارسيا أن “الكثير من التنازلات قدمها بنكيران عرف كيف يقدمها إلى الرأي العام تحت غطاء المظلومية، كل هذا أظهر جليا أن مقاليد الحكم لم تكن بيده، بل توجد على مستوى عال، من هناك جاء خطاب التحكم الذي برز خلال الحملة الانتخابية”.