فشلت كل مساعي خصوم المغرب لمنع الملك محمد السادس من دخول مقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، الذي احتضن أشغال القمة الإفريقية الأخيرة، وكانت الخطة هي جعل الملك يتابع القمة، من فندق “الشيراتون”، بدعوى الجراءات المسطرية، ولكن نجحوا نسبيا في إبعاد الوفد الملكي عن جلسة افتتاح الأشغال(..).
بغض النظر عما إذا كان الملك محمد السادس قد بكى أم لا، عقب إلقائه لخطاب حماسي إنساني يدل على صدق المعركة التي خاضها، الملك في غياب رئيس الحكومة(..)، وكل ما كان في يده هو الموافقة الصادرة عن البرلمان المغربي على قوانين الاتحاد الإفريقي، فإن مؤشرات الغزوة الإفريقية قد ظهرتملامحها منذ اليوم الأول الذي حل فيه الوفد الملكي بالعاصمة، أديس أبابا (السبت الماضي)، حيث تم وضع كل الترتيبات لإنجاح حفل عشاء ملكي في اليوم الموالي، شكل في حد ذاته قمة لوحده، بعد أن أشارت وسائل الإعلام العالمية إلى كون 42 شخصية تمثل زعماء ورؤساء وممثلي الدول الإفريقية، حضروا حفل العشاء الذي أقامه الملك يوم الأحد 29 يناير بمقر إقامته في أحد الفنادق بالعاصمة الإثيوبية.
ولكن لا قياس مع وجود الفارق، فقد حضره الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، أطونيو غوتيرس، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتخللته عدة لقاءات ملكية مع رؤساء أفارقة، وقد كان ذلك أول ضربة للجزائر وجنوب إفريقيا، اللتين حاولتا بكل جهدهما منع الزعماء الأفارقة من الحضور، وقد تطلب تنظيم حفل عشاء من هذا النوع في أفريقيا، تسخير إمكانيات ضخمة، وإنجاز خطة أمنية محكمة لتأمين حضور الوفود وتأمين سلامتها، بالإضافة إلى حماية الوفد المغربي نفسه، وقد كتبت مصادر إعلامية: “أن هناك مخططا لتخدير وتسميم تكتيكي محدود ومؤقت لبعض الأعضاء المسؤولين بالوفد المغربي المشارك في أعمال المؤتمر 28 للاتحاد الإفريقي بإثيوبيا، والهدف من هذا المخطط هو شل قدرات وطاقات الوفد على اليقظة خلال يومي المؤتمر المنعقدين بتاريخ 30 و31 يناير بمقر الاتحاد الإفريقي.