السلاسي في مرمى الصفحات الوهمية… هل بدأ موسم التصفيات السياسية بتاونات؟

صرخة12 ديسمبر 2025
صرخة
أخبار سياسية ونقابية
السلاسي في مرمى الصفحات الوهمية… هل بدأ موسم التصفيات السياسية بتاونات؟

تشهد الساحة المحلية بإقليم تاونات في الآونة الأخيرة حراكاً رقمياً لافتاً، يتمثل في موجة من التدوينات والمقالات والمنشورات المجهولة المصدر على موقع “فايسبوك”، تستهدف رئيس المجلس الإقليمي لتاونات، محمد السلاسي. هذا الأسلوب الذي بات يتكرر بشكل ملحوظ، يطرح أكثر من سؤال حول خلفياته، والجهات التي تقف وراءه، وأهدافه الحقيقية.

 

ففي الوقت الذي تُعد فيه الانتقادات جزءاً طبيعياً من النقاش العمومي، تبرز خطورة اللجوء إلى الحسابات الوهمية التي تقدّم نفسها كمنابر “إخبارية” أو “حقوقية”، لكنها تعتمد أسلوباً غامضاً، يخلط بين الرأي والمعلومة، وبين النقد والمساس بالأشخاص. مثل هذه الحملات تجعل التأثير السياسي يتخذ طابعاً غير مباشر، يقوم على ضرب المصداقية بدل مواجهة المواقف أو البرامج.

 

متابعون للشأن المحلي يرون أن هذا النوع من الهجمات الرقمية يعكس صراعاً سياسياً مكتوماً لا يعبّر عن نفسه في النقاش المؤسسي التقليدي، بل يختار فضاءات التواصل الاجتماعي باعتبارها مساحة مفتوحة، منخفضة التكلفة، وسهلة الانتشار. وهي بيئة تسمح للخصوم بإطلاق رسائلهم دون تحمل مسؤولية الخطاب أو توقيع واضح.

 

في المقابل، يعتبر آخرون أن استهداف السلاسي عبر منشورات مجهولة يرتبط بصعود وزنه السياسي داخل الإقليم، ودوره في عدد من الملفات التي جعلته في قلب المشهد المحلي، ما يدفع بعض الأطراف إلى استعمال “الهجوم من الظل” بدل المواجهة المباشرة. كما أن قرب استحقاقات أو تغيّرات تنظيمية قد يرفع منسوب هذا النوع من الحملات التي غالباً ما تسبق التحولات السياسية.

 

ورغم تعدد القراءات، يبقى العامل المشترك هو حاجة النقاش العمومي بتاونات إلى وضوح أكبر، ومسؤولية أشمل في التعبير عن المواقف، بعيداً عن الحسابات الوهمية التي تُربك المتلقي ولا تخدم ثقافة الحوار الديمقراطي. فالنقد حق مشروع، بل ضروري، لكن قيمته الحقيقية تكون حين يصدر عن جهات معلنة تتحمل مسؤولية خطابها، لا حين يتخفى وراء أسماء مستعارة في فضاء رقمي مفتوح.

Breaking News