مثُل زوج في العقد الثالث من عمره، اليوم الخميس، أمام النيابة العامة بغرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بفاس، بعد اقترافه اعتداء شنيعا في حق زوجته، ما تسبب في إلحاق جروح وتشوهات عميقة بوجهها عنقها.
ونجت الزوجة العشرينية من موت محقق، بعدما سعى زوجها إلى ذبحها بواسطة السلاح الأبيض وشفرات الحلاقة بالشارع العام على مقربة من شقتهما بحي”عين هارون” بمدينة فاس، إلا أن بعض الأشخاص حاولوا التدخل في آخر لحظة في مسعى لتخليصها من يد الزوج الذي بدا في حالة هيجان وهو يوجه لها طعنات عديدة وحادة، ما عجل بنقلها إلى قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، حيث ظلت تحت العناية الطبية المركزة، قبل أن تخضع لعملية جراحية لتقطيب الجروح الغائرة التي أصابتها في مناطق حساسة من وجهها وعنقها.
وفر الزوج المتهم في اتجاه مجهول عقب اقترافه الجريمة، ما دفع مصالح الأمن إلى التدخل فور إشعارها بالحادث، حيث شنت حملة تمشيط واسعة بحثا عنه بالأحياء الشعبية القريبة، قبل إلقاء القبض عليه يوم الثلاثاء الماضي، بعد مرور زهاء 24 ساعة على الحادث الإجرامي.
ووفق شهود عيان، فإن الحادث بدأ بوقوع مشادات كلامية عنيفة بين الضحية “لبنى” وزوجها الملقب ب”ولد مليكة”، بسبب خلافات متجددة لها صلة بشكوك ظلت تراوده حول تصرفاتها، قبل أن يهاجمها بعنف وهو يخاطبها بما يوحي بأنه “قرر تشويه وجهها الذي تفتخر به ويجلب له العار”، وذلك بالرغم من “مشاعر الحب التي جمعتهما قبيل الزواج وبعده”، بحسب أحد المقربين منهما.
وأسقط الجاني زوجته أرضا وعمد إلى سحلها بالشارع العام، بينما أطلقت الضحية صرخات استغاثة لإنقاذ حياتها، ما جعل عددا من سكان الحي يكتفون بمعاينة المشهد المروع من نوافذ مساكنهم، بل لم يتردد بعضهم في توثيق الجريمة باستعمال كاميرا الهواتف الذكية.
وأظهر مقطع فيديو بشاعة الاعتداء على الزوجة، بينما اكتفى المارة بمعاينة الوضع دون أن يستطيعوا التدخل، قبل أن يضطر عدد قليل منهم إلى التدخل في الأخير، بعدما كان الجاني قد نال من زوجته بطعنات حادة ومتتالية.