لم يستسغي البعض ممن يسمون أنفسهم بـ”المحللين السياسيين”، والذين نبتوا كالفطر في الحقل السياسي المغربي، البلاغ الذي أصدرهُ عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المعين والمكلف بتشكيلها، والذي أعلن فيه نهاية المفاوضات مع عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ومحمد ساجد الأمين العام لحزب الإتحاد الدستوري. وذلك من خلال ركوبهم على تصريح المصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، والذي أكد فيه “أنه لن يكون ابن عرفة حزب العدالة والتنمية”، وإعطائه تأويلات خطيرة ترفع عنهم صفة “المحلل السياسي”.
حفيظ الزهري، الذي يقدم نفسه محللاً سياسياً رغم أنه حاصل فقط على ماستر في الدراسات الدولية والسياسية، ويعرف أنه كان مستشارا في ديوان امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية قبل أن يتم طرده من الحزب بعد إلتحاقه بالحركة التصحيحية لحزب “السنبلة”، شبه عبد الإله بنكيران بـ”الملك محمد الخامس”، حيث قال في تدوينة جرت عليه تعليقات لاذعة: “الرميد يشبه بنكيران بالملك الراحل محمد الخامس وذلك في تصريحه لموقع (الاول) حين عبر عن رفضه استبدال بنكيران في تشكيل الحكومة بقوله ( لن أكون بنعرفة العدالة والتنمية )!!” قبل أن يتساءل، “هل هي رسالة لمن يهمه الأمر أم طموح العدالة والتنمية اكبر من حكومة؟”.
معلقون ومن بينهم قياديون في أحزاب مختلفة ونشطاء سياسيون وحقوقيون، عبروا عن أسفهم للمستوى الذي وصفوه بـ”السيئ جداً والذي يُسيئ للمسمى حفيظ الزهري”، معتبرين أنه “يسبح خارج السياق”.
وكان الرميد قد أورد في تصريح صحفي تعليقا على إمكانية تعيين شخص آخر لمواصلة المشاورات الحكومية مكان بنكيران، (أورد): ” هذا السيناريو غير مطروح، ومن يروج له، يريد فقط خلق التشويش والبلبلة، فبنكيران هو رئيس الحكومة المكلف، بصفته الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وأنا عضو في الأمانة العام للحزب، وكل المواقف التي يتخذها بنكيران تكون بموافقة من الأمانة العامة، وأنا اطلعت على بيانه الأخير قبل إصداره ووافقت عليه، – وإذا صح التشبيه -، فأنا لن أكون بنعرفة العدالة والتنمية”.