ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة ليست أبدا كمثيلاتها من الليالي عند العديد من المغاربة الذين “تنقلب” حياتهم رأسا على عقب خلال سويعات معدودات، إن لم يكن في دقائق قليلات، حيث يحرص البعض على التخلص من “ضوابط” سلوكية واجتماعية تحكمه طيلة السنة، فيجدون في الاحتفالات التي تواكب هذه المناسبة “فرصة” قد لا تتكرر من أجل تغيير نمط عيشهم وسلوكياتهم.
ويظهر جليا جنوحُ عدد من المغاربة، في ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة، إلى جرعة غير قليلة من “الزيغة” وشيء غير يسير من “التمرد” على الأخلاق والمعايير السلوكية، فتكثر بذلك معاقرة الخمور حتى عند من لم يَقْربها من قبل، وتتجدد الانفلاتات والمشاحنات في احتفالات يصر البعض على جعلها استثنائية في عواقبها ونتائجها؛ ومن ذلك ارتفاع نسبة حوادث السير والجرائم التي تقع في هذه الليلة نتيجة التعاطي للممنوعات والمسكرات.
ويطرح هذا الواقع، الذي لا يمكن الجزم بأنه عام لدى المغاربة باعتبار أن الكثيرين منهم لا يحتفلون بشيء اسمه “بون آني” لأنه ببساطة لا يساير هويتهم الدينية وقناعاتهم الاجتماعية وتوجهاتهم الحياتية، الكثير من الأسئلة متمثلة في الدوافع التي تجعل بعض المغاربة “زايغين” في ليلة رأس السنة الميلادية.