نظمت رابطة الإخلاص لجمعيات الفضاءات التجارية والمهنية لمنطقة جامع ألفنا ومحيطها يوم الثلاثاء 16 مايو و التي تضم تحت لوائها ما ينيف عن عشرين جمعية النسخة الثالثة من “النزاهة” التي اختارت لها هذه السنة كشعار “أمهاتنا وآباؤنا رعايتكم فخر لنا” والتي استفاد منها مائتين من نزلاء ونزيلات دار البر والإحسان.
وعلى غرار النسختين السابقتين اتسم برنامج هذه النزهة بغنى وتنوع أنشطته (استئجار 35 عربة مجرورة بالخيول لنقل المستفيدين، زيارة ساحة جامع ألفناء واحتساء عصير الليمون بأحد أكشاكها، طقس الحناء وحفل غداء بفضاء أخضر بهيج) التي كانت الغاية منها، حسب ما ورد على لسان السيد مصطفى ماكدي رئيس الرابطة، إدخال الفرحة ورسم الابتسامة على محيا شريحة من المجتمع هي في أمس الحاجة إلى من يعيد إليها الثقة في النفس وفِي الاخر ويذكرها بطقس من الطقوس المغربية العريقة التي قد تعيد لاريب إلى أذهان المستفيدين والمستفيدات من هذه التظاهرة ذكريات جميلة من ماض ربما طمست قساوة الأهل أو الأبناء أو الزمان أو الثلاثة معا معالمه لتخزن في اللاشعور هروبا من واقع أشد مرارة من العلقم.
وبالتالي فإن المبادرة الإنسانية الحميدة التي تقوم بها رابطة الإخلاص والتي أضحت عادة سنوية تعد بمثابة بلسم يضمد وربما يساعد على التئام جراح معاناة نزلاء ونزيلات دار البر والإحسان مع ظلم الأمس وبؤس وعزلة الحاضر. ولعل أقل مايقال في حق هذه البادرة الطيبة أنها تستنبط فلسفتها من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يحث على التضامن والتكافل الاجتماعيين وتعد نموذجا يقتدى به لفك العزلة على مواطنين لاحول ولا قوة لهم. هي إذا بادرة مليئة بالدلالات والإشارات التي يتوجب على فعاليات المجتمع المدني التقاطها واستنباط العبرة منها ولم لا الانخراط في فلسفتها والاقتداء بها خدمة للفقراء والمحتاجين وصونا لكرامتهم و ترسيخا لقيم التضامن والتكافل.
ووعيا منها بهذه الحقيقة أبت رابطة الإخلاص إلا أن تنفتح هذه السنة على جمعيات أخرى كالجمعية الإقليمية للمرشدين السياحيين وجمعية أطلس لأرباب النقل السياحي باستضافة أعضاء مكاتبها لحفل “النزاهةً” مما يعد دعوة صريحة موجهة إلى هؤلاء للخروج من قوقعتهم والانخراط الفعلي في العمل الخيري. وقد عبر هؤلاء في التصريحات التي أدلوا بها للإذاعة عن انبهارهم بالتنظيم المتقن الذي طبع هذه التظاهرة واستعدادهم للمشاركة ماديا ومعنويا في إنجاح فعاليات النسخة المقبلة من “النزاهة” ومدى تأثرهم بأحاسيس الفرح الممزوج بالامتنان التي ما فتئ يعبر عنها نزلاء ونزيلات دار البر والإحسان طيلة يوم استطاعت هذه الالتفاتة الإنسانية أن تنسيهم خلاله وحشة الوحدة وتبعات الهرم لتنقش ذكرى خالدة في أذهانهم.
أحمد الجابري