يبرز اسم محمد السلاسي اليوم كإحدى الوجوه الشابة الصاعدة في إقليم تاونات، بعد أن استطاع خلال فترة وجيزة أن يفرض حضوره داخل المشهد السياسي المحلي، ويعيد روح المبادرة والمواكبة إلى مؤسسة المجلس الإقليمي. يجمع السلاسي بين حضورٍ هادئ وشخصية ديناميكية تُراهن على العمل الميداني أكثر من الخطابات، الأمر الذي أكسبه ثقة جزء واسع من المتابعين والشركاء الترابيين.
ولد السلاسي في بيئة قروية بسيطة فتعلّم مبكراً معنى المسؤولية، ليتدرّج في العمل الجمعوي ثم السياسي بوعيٍ يجعل من التنمية الترابية محوراً أساسياً في مساره. وفي الوقت الذي ظلت فيه هياكل التسيير بالإقليم رهينةَ الارتجال، قدّم السلاسي مقاربة جديدة تقوم على التخطيط، الانفتاح، والاستماع لنبض الشارع المحلي.
منذ انتخابه رئيساً للمجلس الإقليمي لتاونات، حرص السلاسي على دفع المؤسسة نحو رؤية أكثر وضوحاً، مركّزاً على ملفات دقيقة مثل الطرق، التعليم، الصحة، وتحديث البنية الإدارية. كما عُرف بقدرته على بناء شراكات متوازنة مع الجماعات المحلية والقطاعات الحكومية، في محاولة منه لتجاوز إرثٍ ثقيل من التعثرات التنموية التي عرفها الإقليم لسنوات.
يتمتع السلاسي بحضور قوي وسط الشباب، إذ يحظى بتقدير جيلٍ يرى فيه نموذجاً لمسؤولٍ قريبٍ من الناس، يشتغل بعقلية جديدة ويمنح الأولوية للمشاريع ذات الأثر المباشر. كما يُحسب له قدرته على التواصل وتبسيط الأرقام والمعطيات، ما جعله واحداً من أكثر الوجوه السياسية تفاعلاً وانفتاحاً على الإعلام المحلي.
ورغم صغر سنه نسبياً، فإن السلاسي يدرك حجم التحديات التي يحملها المنصب، ويُصرّ على تحويل المجلس الإقليمي إلى مؤسسة فاعلة تسهم في تغيير واقع الإقليم الذي طالما عانى من التهميش وضعف البنيات الأساسية. وبين ما يطمح إليه وما هو ممكن، يتحرك بخطى محسوبة وبإيمانٍ عميق بأن التنمية لن تتحقق إلا بإشراك الجميع: الجماعات، المجتمع المدني، والطاقات الشابة.
يبقى محمد السلاسي واحداً من الوجوه التي تراهن على كسر النمط التقليدي في التسيير الترابي، واضعاً نصب عينيه هدفاً أساسياً: جعل تاونات فضاءً يستحقه سكانه، وتنميةً تُحدث الفرق، وسياسةً تُبنى على العمل لا على الشعارات.









