أستغرب كيف تتحول المبادئ إلى تجارة ،والشعارات إلى مجرد كلمات كاذبة ، كيف يتحول الإنسان عن مبادئه وشعاراته ويبدأ في اجترار الكذب والبهتان ويحول نسفه إلى بطل من الكرتون، يجري وراء حلم تافه ، عندما نشتكي من اللا وعي بمدينتنا ونحن نعرف جيدا معنى اللا وعي، الذي حول مدينتنا إلى أنقاض وأطلال. عندما يكون الصمت شريكا في تشويه معالم سوق نعمان ، مما ولد لدى العديد من الزوار بأخذ فكرة سيئة عن مدينتي، ووضعها في خانة المدن الملوثة.حين نرفع الأصوات ونكتب لافتات ضد هذا الغبن والعار، بدل توحيد الجهود في مواجهة الفساد بكل أنواعه وأشكاله أين ما كان، وبناء سور من الأسمنت والفولاذ بيننا وبين أنواع الفساد، بل نشيد ونبني بتضحياتنا، نساهم في حجب هذا العار الذي يلاحقنا رغم ضعفنا، نقاوم ونرفع البناء رغم قلة حيلتنا.
فهل تستطيع النشاطات ان تعيد مدينتي رونقها وجمالها… الواقع شيء محسوس ظاهر أما الخيال فهو عبارة عن متخيلات لا أساس لها في الحياة اليومية فالصورة التي كنت أرسمها لإبني هي من و حي الخيال أما الواقع فهو مر كالعلقم فمدينتي التي أعشقها و أموت في بحر هواها لا تتوفر على أبسط مقومات الحسن و الجمال تنعدم فيها البنية التحتية الضرورية مدينتي تفتخر بشعار بين القهوة و القهوة قهوة مدينتي أنكرت أبناءها ولم تشملهم بالرعاية و الحنان و الحب و الارشاد في المقابل أغنت كل من زارها واستقر بها لفترة قصيرة ثم جمع متاعه وملايينه ورحل دون رجعة.. مدينتي لم تقدم لأبنائها حتى أوراق ثبوت الهوية أنكرتهم و ظمت غيرهم أحببوها و أحبت سواهم.. يتقربون منها و هي تبتعد…لماذا مدينتي ليست كالمدن الأخرى ؟ ما الذي ينقصها ؟ أليست غنية بمواردها المالية و البشرية ؟ لماذا يجرون لها عملية تجميل مؤقتة ليراها كل مسؤول زائر تم تعود لحالتها القديمة ؟ ألا تستحق مدينتي أن تكون تحفة ؟..مدينتي و ان جارت علي فهي عزيزة.. لماذا بقي حال مدينتي منذ فترة يعاني نقصا؟ فمتى تصبح مدينتي كباقي المدن السائرة في طريق التطور؟؟ هل سيكون لنا نصيب من المشاريع التي ستفك عزلتنا و تطفئ لهيب القلوب، فمدينتي تلاعب بها الزمان وبقيت كالأطلال تحتاج لمن يقوم بها و يرجع لها بريقها ، فمدينتي تزخر بطاقات بشرية كبيرة في شتى المجالات…
عفوا إلا مدينتي… مرة أخرى أرفع صوتي وهامتي بكل تواضع وأقول “مدينتي ليست للدعارة….”