بوريطة: استمرار إشراف إسبانيا على المجال الجوي للصحراء “غير منطقي” والمرحلة المقبلة تتطلب حلولاً سيادية

صرخة6 ديسمبر 2025
صرخة
أخبار وطنية
بوريطة: استمرار إشراف إسبانيا على المجال الجوي للصحراء “غير منطقي” والمرحلة المقبلة تتطلب حلولاً سيادية

عز الدين السريفي

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن العلاقات المغربية-الإسبانية تعيش اليوم “لحظة غير مسبوقة”، مشدداً على أن مستوى التنسيق بين الرباط ومدريد بلغ أعلى درجاته منذ عقود، وذلك عقب اختتام الاجتماع الرفيع المستوى الثالث عشر بين حكومتي البلدين في العاصمة الإسبانية.

 

وأوضح بوريطة، في حوار مع وكالة الأنباء الإسبانية «إيفي»، أن النتائج المحققة خلال هذا اللقاء «تعكس تحولاً عميقاً» في مسار الشراكة الثنائية، بعد توقيع 14 اتفاقية جديدة تهم قطاعات استراتيجية، من بينها الاقتصاد والطاقة والأمن والهجرة والاستثمار. واعتبر أن ما تحقق «ليس مجرد تقدم تقني»، بل ثمرة «التزام سياسي مباشر» من الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، الذين دفعا نحو بناء نموذج جديد للعلاقات بين البلدين.

 

شراكة اقتصادية وأمنية وازنة

 

وأشار الوزير المغربي إلى أن الشراكة الاقتصادية بين البلدين بلغت مستويات «مبهرة»، حيث أصبحت إسبانيا الشريك التجاري الأول للمغرب، بينما يشكل التعاون الأمني والهجرة «نموذجاً يحتذى به على المستوى الإقليمي»، بفضل التنسيق الميداني المتواصل في مكافحة الإرهاب ومحاربة الهجرة غير النظامية.

 

وأكد بوريطة أن الثقة المتبادلة بين الرباط ومدريد تعززت بشكل واضح، خاصة بعد الموقف الإسباني الداعم لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، والذي وصفه بـ«العنصر المحوري» في تطور العلاقات الثنائية وفتح آفاق تعاون أوسع.

 

قضايا عالقة تبحث عن حلول مبتكرة

 

ورغم المناخ الإيجابي، توقف بوريطة عند عدد من الملفات التي ما تزال بحاجة إلى تفاوض «هادئ ومسؤول»، من بينها:

 • إدارة الأجواء فوق الصحراء المغربية، التي لا تزال تحت إشراف إسبانيا. واعتبر الوزير أنه «من غير المنطقي» أن تبقى رحلات داخلية مغربية، مثل مراكش-العيون أو الدار البيضاء-الداخلة، تحت مراقبة برج تحكم أجنبي، مشيراً إلى أن المسألة «تستحق معالجة عملية تستحضر السيادة المغربية الكاملة على أقاليمه الجنوبية».

 • ترسيم الحدود البحرية جنوب غرب جزر الكناري، وهي منطقة غنية بمعادن استراتيجية مثل الكوبالت والتيلوريوم. وأكد بوريطة أن هذا الملف «لا يخص المغرب وحده»، بل يندرج في إطار رؤية أوسع تخص «الفضاء الأطلسي»، معبراً عن ثقته في التوصل إلى حلول «تضمن مصالح الطرفين وتستند إلى الواقع الجغرافي والحقوق المشروعة».

 

رسالة إلى الأطراف المعرقلة

 

وفي معرض حديثه، وجه الوزير المغربي رسالة واضحة إلى الجهات التي «تحاول تسميم العلاقات» بين البلدين، مؤكداً أن التقدم الملموس على الأرض، سواء عبر الاتفاقيات أو الإجراءات المشتركة، «هو الرد الأقوى على كل محاولات التشويش».

 

آفاق تعاون أوسع

 

وختم بوريطة بالإشارة إلى أن اجتماع مدريد «نجاح في الشكل والمضمون»، ودليل على أن الرباط ومدريد تسيران نحو ترسيخ «تحول تاريخي» في علاقاتهما، مبيناً أن المرحلة المقبلة ستحمل مشاريع جديدة تعزز التكامل الاقتصادي وتدعم الاستقرار الإقليمي في الضفتين.

Breaking News