لاشك أن الرسالة التي بعثها الملك للقمة الإفريقية بكيغالي من أجل العودة إلى الاتحاد الإفريقي، وما أعقبها من زيارات لعديد من الدول بما فيها تلك التي تدعم الانفصال، حركت العديد من المياه الراكدة في علاقة المغرب بمحيطه الإقليمي، وكشفت عن أعداء المملكة داخل القارة السمراء.
هذا الأمر أقر به محمد السادس شخصيا في حواره مع بعض وسائل الإعلام الملغاشية، على هامش الزيارة التي قام بها إلى مدغشقر.
وقال الملك في معرض الحوار إن “المغرب يفتح يديه لإفريقيا لوضع لبنة تعاون قوي ومتضامن”، مشددا على أن “التحرك المغربي نحو العمق الإفريقي يزعج البعض”، دون أن يسميهم.
من هم أعداء الملك محمد السادس الذين تزعجهم عودة المغرب للاتحاد؟ وأين يتمركزون؟
فبين الجزائر قيادة سياسية وعسكرية والجبهة التي ترعاها، هناك شخصيات سياسية في إفريقيا ما تزال تكن عداءً كبيرا للمغرب، ينتظمون في مجموعة تعاكس مصالح المغرب وتوغله في العمق الإفريقي وعودته إلى مكانه الطبيعي، حيث بدأ الحلم المشترك قبل عشرات السنين من أجل إفريقيا حرة وديمقراطية ومستقلة.
بوتفليقة ..الجار اللدود
ابن مدينة وجدة، تربى ودرس فيها وعايش الواقع المغربي عن قرب إبان حرب التحرير الجزائرية 1954-1962، وهو أقرب شخصية اطلاعا على مدى الدعم الذي قدمه المغرب لتحرير الجزائر، لكن عداءه المستفز للمغرب ووحدته الترابية ونظامه السياسي أنهى أقرب أصدقائه إبان حرب التحرير والاستقلال.
شغل منصب وزير الخارجية للجزائر إبان حكم الرئيس الراحل هواري بومدين، ويعد أحد مهندسي ملف الصحراء.
وقاد الدبلوماسية الجزائرية بشراسة لانتزاع اعتراف بلقيط الجزائر جبهة البوليساريو، التي صنعت في دوائر المخابرات والجيش الجزائري.
غاب عن المشهد السياسي الجزائري عقب وفاة الأب الروحي له هواري بومدين قبل أن تعيده المؤسسة العسكرية للواجهة عقب استقالة لمين زروال سنة 1999 بعد رفض كبار الجنرالات لتوجهه الجديد، الراغب في إحداث انفراج سياسي يخرج الجزائر من دوامتها الدموية أو ما يعرف بالعشرية الدموية.
ابراهيم غالي ..الرحماني الذي يعادي الوطن
وُلد إبراهيم غالي يوم 19 غشت 1949 بمنطقة الرحامنة قرب مراكش.
ويعد غالي من قادة البوليساريو الذين قاتلوا في صفوف الانفصالين ضد المغرب في الحرب بين 1976 و1988.
تولى منصب وزير دفاع الجبهة، وعمل سفيرا لها في الجزائر وإسبانيا. وانتخِب يوم 9 يوليو 2016 أمينا عاما للجبهة خلفا لزعيمها الراحل محمد عبد العزيز كما شغل عضوية اللجنة التنفيذية للجبهة وعضوية أمانتها وشارك في الوفد المفاوض للمغرب سنة 89.
لم يتلق تكوينا مدرسيا ذا شأن، وإنما اقتصر تحصيله على الكتاب التقليدي، إذ درس علوم اللغة العربية وبعض المتون الفقهية، وتميز لاحقا بين رفاقه بفضل هذا التكوين، فقد كان أغلب مؤسسي البوليساريو من خريجي المدارس العصرية الإسبانية والمغربية التي تسود فيها اللغتان الإسبانية والفرنسية.
ولد عبد العزيز ..من الانقلاب إلى دعم الانفصال
محمد ولد عبد العزيز، هو ثامن رئيس لموريتانيا منذ استقلالها، وسادس رئيس عسكري لها. أطاح بالرئيس ولد الشيخ عبد الله في انقلاب عسكري يوم 6 غشت 2008.
وُلد محمد ولد عبد العزيز يوم 20 دجنبر1956 في مدينة أكجوجت بالشمال الموريتاني.والتحف بالجيش الموريتاني عام 1977، وتلقى تكوينا عسكريا في المدرسة العسكرية بمدينة مكناس بالمغرب.
تغيرت مواقفه تجاه المغرب في الآونة الأخيرة بشكل غير مفهوم وقدم دعما للبوليساريو، أشارت أنباء إلى انه فتح سفارة للجبهة في نواكشوط و قدم دعما لوجسيتيا لعناصر من الجبهة للوصول إلى الأطلسي.
روبرت موغابي.. قذافي إفريقيا العنيد
روبرت غابريل كاريغامومبي موغابي، رئيس زمبامبوي، ولد في 21 فبراير 1924، انتخب رئيسا للبلاد سنة 1987 وأعيد انتخابه في 1990 و كل انتخابات يعاد انتخابه إلى اليوم بطريقة شكك فيها الكثيرون.
يعتبر روبرت موغابي من المعمرين في القارة الإفريقية، الذين لايعترفون بصناديق الاقتراع، فقد سبق واتفقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على مقاطعة مراسم تنصيب رئيس زيمبابوي روبرت موغابي، في أعقاب فوزه المختلف عليه في الانتخابات الرئاسية.
حملت بريطانيا رئيس زيمبابوي روبرت موغابي مسؤولية أعمال العنف التي تعرض لها زعماء المعارضة في بلاده واصفة اياه بالديكتاتور.
من المدافعين عن أطروحة الانفصال وأعداء المغرب ، تعامل معه محمد السادس ببرود واضح أثناء استقبال رؤساء الدول المشاركة في قمة كوب 22 الأخيرة بمراكش.
جاكوب زوما.. البعيد جغرافيا عن المغرب والقريب من أعدائه
جاكوب جيديلييليكزا زوما ولد 12 أبريل 1942، رئيس جنوب أفريقيا منذ9 مايو 2009 ورئيس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم. كثيراً ما يشار إليه بالأحرف الأولى JZ. هو شخصية ذات شعبية خاصة وسط الفقراء الذين يشكلون الأغلبية الساحقة. كان نائب لرئيس جنوب أفريقيا ونائب لرئيس الحزب ثابو مبيكي منذ عام 1997، وبعد نجاحه في السيطرة على المنصب الأعلى في الحزب أصبح ينظر إليه على أنه رئيس البلاد المقبل آنذاك.
ولد في عشيرة موشولوزي في ما يعرف الآن بإقليم كوازولو ناتال. لم يتلق في طفولته تعليماً مدرسياً رسمياً، وشهد في صباه الباكر وفاة والده الذي كان يعمل شرطياً. بدأ يهتم بالسياسة في سن مبكرة، وانخرط في صفوف المؤتمر الوطني الأفريقي
تزوج جاكوب زوما ثلاث نساء، وثانيتهن نكوزازانا دلاميني ـ زوما وهي حالياً رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي.
تقود بلاده سياسة داعمة للجبهة وتقدم لها دعما سياسيا ولوجستيا، وتستقبل قادتها من حين لاخر ولها علاقات جيدة مع زمبابوي ودول أخرى معادية للوحدة الترابية للمغرب.
نكوزازانا دلاميني ـ زوما.. المرأة المزعجة لمملكة محمد السادس
ولدت هذه المرأة النافذة في جنوب إفريقيا عام 1949 في مقاطعة ناتال بجنوب أفريقيا من عائلة تنتمي إلى قبائل الزولو.
قفز اسمها إلى واجهة الأحداث في الآونة الأخيرة بسبب مناوراتها وتصريحاتها الداعمة لجبهة البوليساريو خاصة بعد طلب المغرب العودة للاتحاد الإفريقي، باعتبارها محسوبة على معسكر الداعمين للانفصال وجبهة البوليساريو .
هناك من يتهمها بقيادة الاتحاد بعقلية ماضوية وقبلية انعكست على دعمها للحركات الانفصالية في القارة.