كثيرة هي المقالات التي تطرقنا فيها لقضايا تهم قطاعات حيوية: تعليم، بنيات تحتية، صحة، ماء صالح للشرب…، تعاني من تدهورها ساكنة العالم القروي بجماعات إقليم تارودانت، دون أن نسجل التجاوب المطلوب من قبل الجهات المسؤولة، على الرغم من أن الوضع يحتاج إلى تدخلات عاجلة بعيدا عن التسويف والمماطلة.
وفي هذا السياق ، سبق التطرق ، بل ومراسلة الجهات المسؤولة إقليميا ومركزيا، ومنذ سنوات، في شأن المركز الصحي لجماعة النحيت ، مركز تم بناؤه بداية من طرف القبيلة سنة 1959 واشتغل كمستوصف، وتعاقب عليه العديد من الممرضين والممرضات المخلصين لعملهم، كم اشتغل فيه أكثر من طبيب، وبعد سنوات تدخلت وزارة الصحة قصد تأهيل البناية، على مستوى قاعات العمل وبناء سكن الطبيب ومساعديه، ووعد المندوب الإقليمي السابق بتعيين الطبيب الجديد بعد «اختفاء» الطبيب الذي كان يشتغل فيه بداية 2017 وتم الاتصال بالمندوب الإقليمي الحالي والمندوب الجهوي بداية شهر مارس 2019، كما تم الاتصال بعامل الإقليم في نفس الموضوع، الذي عمل على توفير سيارة إسعاف لمرضى جماعة النحيت بداية هذه السنة.
وكان المركز الصحي للجماعة يتوفر، على الأقل، على ممرض مخلص لعمله يتواجد كل يوم وكل وقت في مقر عمله وفي مقر سكناه، بل ولا يتردد في التنقل لإسعاف مريض عاجز عن الوصول إليه، يقطن بهذا الدوار أو ذاك، هذه القرية أو تلك، لكن، للأسف، انتقل فجأة وعوض بممرضة تعمل يوما أو يومين في الأسبوع وتتلقى أجرة ثلاثين يوما في الشهر، فتم الاتصال بالمندوب الإقليمي مرات دون جدوى، ليظل المركز الصحي المتواجد بجانب طريق معبد، دون طبيب ودون ممرض ملتزم بأداء واجبه؟
وضع أثار قلق الساكنة المحلية، التي تئن في غالبيتها، تحت وطأة الهشاشة، ويدفع إلى مساءلة مختلف الجهات المسؤولة ، بداية من الوزارة الوصية ، و منتخبي المنطقة المتواجدين في غرفتي البرلمان؟
وللتذكير، فإن هذه الصورة القاتمة التي تطبع القطاع الصحي، تنضاف لما يعانيه أهالي المنطقة في ما يخص متابعة أبنائهم وبناتهم لمسارهم الدراسي في المستويين الإعدادي والثانوي، رغم طرق أبواب الجهات المسؤولة وتلقي الوعود التي لا تترجم على أرض الواقع ؟