ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في احدات تحولات عميقة في مختلف المناطق والجماعات المستهدفة، ولدى عدد من الشرائح المستفيدة من هذا الورش المجتمعي منذ انطلاقته سنة 2005، ومكنت من تحسين مستواها المعيشي ؛ وادماجها في محيطها من خلال مشاريع لفك العزلة وتقريب الساكنة من عدد من الخدمات الأساسية واخرى طالت المجالات الاجتماعية من خلال دعم التمدرس وتاهيل العرض الصحي بالإقليم والعناية بفئة الشباب والفئات الهشة ودوي الاحتياجات الخاصة وتفعيل مقاربة النوع عبر تعزيز انخراط العنصر النسائي في منظومة التنمية البشرية.
وعموما فإن الحصيلة المنجزة خلال 15 سنة من تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم هي ايجابية بالمقاييس الكمية والنوعية ؛ بالإضافة الى الدينامية المجتمعية التي خلقتها ، وتطور اليات الفعل التنموي لدى مختلف الفاعلين بالإقليم ، والمساهمة القوية للنسيج الجمعوي والتعاوني في هذه الدينامية.
وتسمح هذه الحصيلة تسمح بتسجيل عدد من الملاحظات نركز اهمها في ما يلي :
1 على المستوى الكمي فإن عدد المشاريع ونوعيتها دالة حيث تم انجاز 881 مشروعا بمختلف برامج المبادرة بتكلفة إجمالية قدرها 405 مليون درهم ، همت البرنامج الأفقي ومحاربة الفقر ومحاربة الهشاشة والتهميش والاقصاء الاجتماعي .
وفي المستوى الكمي دائما استفاد من هذه المشاريع ازيد من 349 الف مستفيد ومستفيدة ، وكان لها وقع ملموس على الفئات المستهدفة ، وتحسين المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية .
2 لقد لعبت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم باعتبارها رافعة دورا محوريا في تجميع عدد من الشركاء ، وانخراطهم في هذا الورش، حيث يبلغ نسبة مساهمة المبادرة 52 بالمائة و48 بالمائة لباقي الشركاء ، وخلقت تفاعلا وازنا من طرف الجماعات الترابية والمصالح القطاعية والنسيج الجمعوي النشيط والقطاع التعاوني ، وعززت تقافة الشراكة التي تؤطر العمل التنموي بالإقليم.
3 اعتمدت المبادرة على تكريس مبدا القرب في تحديد الحاجيات والأولويات التنموية اعتمادا على التشخيص المحلي في عدد من البرامج، وهكذا تم خلال هاتين المرحلتين اعطاء العناية الخاصة لتدارك الخصاص الذي تعرفه كثير مم الجماعات في قطاع البنيات التحتية الأساسية من خلال مشاريع فك العزلة في مجال الطرق والماء الشروب والتجهيزات الاساسية في مجال الكهرباء والتطهير الصحي وغيرها عبر انجاز 446 مشروعا كلفت 295 مليون درهم، وبدلك تكون 50 بالمائة من المشاريع تركزت في قطاع البنيات والتجهيزات الاساسية ، وهو مؤشر دال على توظيف برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتدارك الخصاص المسجل في هذه المنشآت، وتعزيز مختلف البرامج المنجزة من طرف المصالح القطاعية والجماعات الترابية والنسيج الجمعوي، وهذه من المكتسبات الأساسية التي ينبغي تحصينها وتقويتها.
4 كان تدخل المبادرة الوطنية نوعيا في دعم القطاعات الاجتماعية بالإقليم، وتجاوز عدد من الصعوبات التي تعرفها ، خصوصا في مجال التعليم والصحة والشباب والرياضة.
وهكذا كان لمشاريع المبادرة دور كبير في تحسين مؤشرات التمدرس بعدد من جماعات الإقليم ، وساهمت في بلورة استراتيجية اقليمية لدعم التمدرس تعتمد على تعزيز العرض المدرسي من خلال بناء وتجهيز عدد من دور الطالب والطالبة والرفع من قدرة الاستقطاب للداخليات وتقوية اسطول النقل المدرسي وبرنامج الدعم الاجتماعي مليون محفظة، وهي تدخلات مكنت حسب مصالح وزارة التربية الوطنية بالإقليم ، من تطور عدد من المؤشرات القطاعية النوعية ، خصوصا تمدرس ابناء الفئات الهشة وتيسير ولوج الفتاة الى المدرسة ومواصلة مسارها التعليمي والتخفيف من حدة ظاهرة الهدر المدرسي .
هذا دون إغفال مساهمة تدخلات المبادرة في تعزيز العرض الصحي بالإقليم ، والعناية بالفئات دوي الاحتياجات الخاصة وتوفير العلاج للمصابين بالأمراض المزمنة وتقوية وتنويع سلة العلاجات المقدمة بمختلف المراكز الصحية ، خصوصا بالمستشفى الإقليمي المختار السوسي ، مع تفعيل صحة القرب من خلال الحملات الطبية وسيارات الاسعاف المجهزة ، وهي تدخلات مكنت من التحسن التدريجي لمؤش الولوج إلى الخدمات الصحية بالإقليم .
5 لقد مكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلق دينامية وسط النسيج التعاوني حيث تم انجاز 197 مشروعا واستفادة 445 تعاونية هي حصيلة نوعية من خلال مساهمتها في خلق انشطة اقتصادية مدرة للدخل لرقم مهم من الساكنة المحلية خصوصا بالمناطق القروية والجبلية ، وتتمين عدد من المنتوجات المحلية في الفلاحة والصيد البحري والصناعة التقليدية والسياحة وغيرها .
وفي مستوى اخر مكنت من بروز عدد من نماذج التعاونيات الناجحة ومواكبتها وتطوير القدرات المعرفية للمستفيدين وتاهيل النسيج التعاوني في مستوى الممارسة والخطاب وفتح افاق جديدة لهذه التجارب.
6. ان الاستتمار في العنصر البشري شكل اهتماما حقيقا للمبادرة من خلال نوعية المشاريع التي تم إنجازها في المجال السوسيو تربوي
، خصوصا المركبات الاجتماعية والتربوية والتقافية التي تم إنجازها ومكنت من خلق تحولات ايجابية بعدد من الدواوير، ولعبت دورا كبيرا في ادماج العنصر النسائي في عدد من الأنشطة بالإضافة إلى العناية بالطفولة.
7. ان مقاربة النوع كانت حاضرة في هذا الورش حيث ان المراة شكلت عنصرا فاعلا في هذا المسار على مستوى الأجهزة المحلية والإقليمية المقررة، او المشاريع المنجزة لفائدة المرأة ، خصوصا في مجال الأنشطة الاقتصادية المدرة للدخل والقطاعات الاجتماعية، وهي مقاربة تم استحضارها بمختلف برامج المبادرة ، ومكنت من تحسين ولوج العنصر النسوي واستفادته من المنجز التنموي بالإقليم.