ويفضل السياح الأجانب زيارة المنطقة عبر رحلات سياحية منتظمة لمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة والإقامة بالوحدات الفندقية التقليدية وكذا تذوق الأطباق التقليدية المحلية.
وتزخر ورزازات كغيرها من مناطق المملكة، بمؤهلات سياحية كبيرة، متنوعة ومتنامية، وهي مؤهلات تجمع بين الطاقة الإيوائية المناسبة بالنظر إلى عدد الفنادق المصنفة والرصيد التاريخي والتراثي من قبيل القصبات والقصور والواحات والجبال الشامخة والمآثر التاريخية.
ويحرص السياح على استغلال زيارتهم لورزازات للاطلاع على منتوجات الصناعة التقليدية، من زرابي ومنسوجات وحلي، وديكورات، التي تتيح لهم سفر في رحاب تاريخ المنطقة.
فبقصبة آيت بنحدو، المعلمة السياحية الشهيرة بالإقليم، سياح أجانب من دول أوربا وأمريكا وأسيا، قدموا عبر قوافل سياحية منتظمة، واصطفوا في مجموعات يرافقهم مرشدون سياحيون يرتدون ملابس تقليدية، للاطلاع على بناياتها التقليدية المشيدة بالطين واقتناء ما يثير إعجابهم من منتجات الصناعة التقليدية المحلية.
تقول كريستين، وهي سائحة أسترالية قدمت هي وزوجها إلى المغرب لزيارة مدينتي مراكش وورزازات خصيصا، « فضلنا زيارة هذه الوجهة السياحية الجميلة، للاطلاع على ما تزخر به من مؤهلات سياحية جذابة ».
وأضافت «شعرنا بالألم والحزن عقب الزلزال الذي ضرب عدة مناطق بالمغرب وخلف العديد من الضحايا، لكننا حرصنا على عدم تأجيل سفرنا والإبقاء على حجوزاتنا كما هي من أجل الاستمتاع بما تزخر به مدينتا مراكش وورزازات من مؤهلات سياحية واعدة».
أما ماتيوس، وهو سائح برازيلي، فأكد في تصريح مماثل أنه منبهر بما تزخر به المنطقة من مناظر طبيعية خلابة، مضيفا «جئت اليوم لزيارة قصبة آيت بن حدو، التي سمعنا عنها الكثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رفقة أصدقائي. ولا أخفيكم أنني أعجبت بالنمط العمراني لمباني هذا القصر التاريخي الذي يضم عدة شرفات، تربط بينها أزقة ملتوية تطل على مساحات زراعية شاسعة».
وأضاف ماتيوس «نحن هنا في قلب ورزازات، لم يفزعنا خبر وقوع الزلزال، لذلك لم نعمد إلى إلغاء حجوزاتنا السياحية، لأننا رغبنا في زيارة المغرب الذي نسمع عنه الكثير».
أما بلانكا، وهي سائحة إسبانية، فعبرت عن إعجابها بالشكل الهندسي للقصبة المبنية بالطين والخشب، مضيفة إنه «لأمر جيد أن تكتشف روعة المكان».
وأشارت إلى أنه قد راقها حسن الاستقبال وكرم الضيافة التي يتحلى بها أهالي المنطقة، وكذا جودة وتنوع المأكولات التقليدية والطبيعية التي حرصت هي وأصدقاؤها على تذوقها بنهم.
وبوسط مدينة ورزازات، حيث يوجد متحف الزربية التقليدية، سياح أجانب يحرصون على زيارة الفضاء للاطلاع واقتناء منسوجات تقليدية غابرة في الزمن زينت جدران المكان، والتي تفننت في نسجها أنامل نساء قبائل الأطلس الكبير الأمازيغية.
وبمجمع الصناعة التقليدية، وهو واحد من البنيات التحتية الأساسية في المنطقة، التي تعنى بترشيد عمل الصناع التقليديين وتوفر لهم فضاء جيدا لتثمين إبداعاتهم التي تزين محلاته، يجوب العديد من السياح مرافق هذا الفضاء السياحي الذي يغري بتفقد محتوياته التقليدية الغابرة.
وفضلا عن هذا وذاك، يفضل سياح أخرون اكتشاف تضاريس المنطقة في الصباح الباكر عبر تنظيم رحلات سياحية على متن سيارات رباعية الدفع للاستمتاع بالمناظر الخلابة للواحات.
يقول كولهر، وهو سائح ألماني، « كنت أرغب دائما في ركوب هذه المغامرة، لزيارة الصحراء، واستكشاف القصبات والمآثر التاريخية، وشرب فناجين الشاي مع أهالي المنطقة، أحب الغوص في كل ما هو بسيط وتقليدي».
ويضيف كولهر، «تضاريس المنطقة تغري بالمشاهدة .. إنه تنوع طبيعي وجغرافي رائع ليس له مثيل».
ومهما يكن من أمر، فإن القطاع السياحي بإقليم ورزازات يشكل رافدا حيويا للنهوض بالتنمية المستدامة، بالنظر لكونه مصدرا هاما للعملة الصعبة ومحركا أساسيا لتنشيط عجلة الاقتصاد المحلي.