لعل السمة والميزة الأساسية التي أصبحت تطبع العلاقة سواء بين أرباب العمل والمستخدمين في القطاع الخاص أو رؤساء المصالح و موظفيهم في القطاع العمومي هي التوتر وعدم التحفيز وقطع “آصرة” التواصل والحوار التي لاتكتمل بدونها علاقة التعاون البناء مما يؤثر سلبًا على الإنتاج والمردودية و يعيق بالتالي النمو والتطور ناهيك عن تعطيل مصالح المواطنين. ففي الوقت الذي تسعى فيه بعض الدول التي تولي العنصر البشري اهتمامًا كبيرًا وعيا منها بالدور الفعال الذي يلعبه في تحقيق النمو والتطور، تأبى بعض المؤسسات العمومية و الشركات المغربية إلا تكريس “ثقافة استعباد المشغل المستبد لطبقة البروليتاريا” وحرمانها من أدنى حقوقها.
و للتنديد بمثل هذه الثقافة التي أكل عليها الدهر وشرب تخوض الحركة النقابية بقطاع البريد لجهة مراكش-آسفي أمام مقر بريد المغرب الكائن بحي كليز إضرابا مفتوحا للتعبير عن استيائها إزاء التهميش الذي يطال موظفي هذا القطاع بالرغم من الخدمات الجليلة التي يسدونها للمواطنين ومطالبة بعدم المساس بالحريات النقابية والطي النهائي للقانون الأساسي والزيادة في الأجور وسد الخصاص المهول في العنصر البشري.