تمكنت مصالح الامن بميناء طنجة نهاية الشهر المنصرم أكتوبر ، من ضبط شاحنة مبردة من الحجم الكبير معدة لنقل المنتوجات البحرية الى الديار الاوربية ، محملة بحوالي 4 أطنان من مخدر “الشيرا”،حيث كشف تفتيش الشاحنة عن وجود مخدرات مسدودة في شحنة الأسماك من صنف سمك موسى “صول”.
التحقيقات الأولية كشفت أن الشحنة تعود في ملكيتها الى شركة تسمى “كريست فيسCrustFish “، مقرها الاجتماعي بالمحمدية لمالكها “ن-ج ” ، و هي شركة غير مالكة لأي وحدة للتجميد أو التثمين، و انما تقوم بشراء المنتوجات البحرية و اعادة تلفيفها بعلامتها التجارية و تصديرها للخارج.
كما أفادت التحريات أن عمليات “دس المخدرات” و اعادة تلفيف المنتوج المعد للتصدير/ التهريب تتم باحدى وحدات للتجميد “C-F” تتواجد بالحي الصناعي مولاي رشيد بالدارالبيضاء، بعدما تحط الشحنة السمكية قادمة من الداخلة ملفوفة دون تبيان مصدرها أو العلامة التجارية أو ترميز ، حتى لا تتمكن مصالح المراقبة من معرفة مصدرها أو وجهتها بعدما تتم معالجة المنتجات السمكية لدى وحدة التجميد” Frigocondale” بالداخلة ، و بالرجوع الى البنك المغربي للتجارة الخارجية بالداخلة يمكن الكشف عن خطوط التحويلات المالية العلاقة بين اللاعبين.
مصادر مقربة من الملف أكدت أن ” كريست فيسCrustFish” ، قامت بمساكنة ما يفوق 40طنا من منتوج الحبار بوحدة التجميد” Frigocondale” لمالكها ” ح .ب.م” ، كما كشفت التحريات عن تحويلات مالية بين الطرفين ، حيث كانت شركة ” كريست فيسCrustFish” في شخص مالكها تقوم بتحويل مبالغ مالية عبر ممثله بالداخلة “ر.م” الى مالك وحدة التجميد” Frigocondale” مثبتة لدى الوكالة البنكية BMCE.
و من أجل تحويل الانظار عن الشركاء المتورطون في العملية، و اعادة ترتيب المشهد و تصحيح الوضع ،عمد مالك وحدة التجميد” Frigocondale” الى التعاقد مع ممثل “كريست فيسCrustFish” بالداخلة “ر.م” بتاريخ 1 نونبر2019، بموجب العقد تكتري شركة “كريست فيسCrustFish” وحدة التجميد بالداخلة ” Frigocondale” من أجل معالجة الحبار، و ذلك بعد أربعة ايام من توقيف شحنة المخدرات بميناء طنجة، و اختفاء مالك “كريست فيسCrustFish” لإبعاد تهمة المشاركة في العملية،كما افادت أخر الأخبار الواردة من الداخلة عن مساعي مالك الوحدة المتورطة في تجميد و تخزين شحنة “كريست فيسCrustFish” من الحبار،المقدرة ب 40 طن و المعبأة في لفافات دون ترميز-كما هو مبين في الفيديو أدناه- الى التخلص من المخزون قبل أن تتسلط عليه زبانية التحقيق.
غير أن توثيق عقد الكراء بتاريخ لاحق يطرح أكثر من سؤال التأخير و عن المدة التي كانت فيها تتم المعاملات بين الطرفين ،استنادا الى التحويلات المالية، و المكالمات الهاتفية، مع استحضار فرضية وجود عمليات تهريب مماثلة كانت تتم عبر الكركرات، اغلاقها مؤخرا.