هنا بالمغرب..هكذا يتم استدراج قاصرات تركن الدراسة إلى عالم الدعارة

صرخة9 نوفمبر 2018
صرخة
مجتمع
استدراج قاصرات تركن الدراسة إلى عالم الدعارة

تستقطب الحانات الليلية بشوارع الدار البيضاء يوميا المئات من القاصرات.. تلميذات جلهن لم يتعدين بعد سن الرابعة عشرة والخامسة عشرة من العمر، تركن حجرات الدراسة وتنمية عقولهن للالتحاق بعالم الاتجار بأجسادهن. مدراء وأساتذة بمؤسسات تعليمية تفرغوا لاستقطاب تلميذات إلى حانات بالعاصمة الاقتصادية ومنحهن أوراق السماح بالدخول مخافة افتضاحهن من طرف الآباء.

أساتذة وحراس عامون ومدراء مؤسسات تعليمية ارتبطت أسماؤهم بفضائح أخلاقية، بعد استغلالهم لتلميذات في نشاط الدعارة داخل حانات وكباريهات ليلية بالدار البيضاء، وسهرات ماجنة تؤثث موائدها أنواع من الخمور. قلة من هؤلاء انفجرت فضائح استغلالهم لفتيات قاصرات، فيما يظل نشاط معظمهم طي الكتمان.

حارسة عامة ذاع صيتها بين تلاميذ مؤسسة فاتح الأندلس التعليمية التي تقع بتراب حي الألفة، على مقربة من الحي الحسني.. تم الاستماع إليها من طرف الضابطة القضائية لمدة 15 يوما، قبل أن تعترف بحضور مشتكيتين بادرتا إلى تقديم شكايتيهما، فيما آثرت سبع قاصرات إغلاق هواتفهن بأمر من أولياء أمورهن مخافة الفضيحة.

وجرى تقديم المتهمة باستدراج القاصرات، الثلاثاء الماضي، أمام وكيل الملك واستنطاق كافة الأطراف، ليتقرر اعتقالها وإيداعها سجن النساء بتهم استغلال قاصرات في الدعارة وانتحال صفة ينظمها القانون، وتمت إحالتها على المحكمة لتنطلق جلسات محاكمتها الخميس الماضي.

وكانت المتهمة تستدرج التلميذات إلى كباريهات بالدار البيضاء، للعمل بها ليلا وتقديم خدمات جنسية، والتستر نهارا على هذه الفضائح بمنح التلميذات أوراق السماح بالدخول مخافة افتضاح أمرها أمام أولياء أمورهن.

وحسب المعلومات المتوفرة، فالمتهمة التي تعمل حارسة عامة لم تتمكن من الحصول على شهادة الباكالوريا، لتتابع بعد ذلك دراستها في إحدى مؤسسات التكوين المهني، وتتقدم في ما بعد بطلب خطي إلى مدير المؤسسة التعليمية من أجل العمل بها على أساس أنها متعاونة.

عدد التلميذات المستدرجات إلى كباريهات عين الذئاب بالدار البيضاء، من طرف الحارسة العامة تجاوز سبع تلميذات، ضمنهن من أدمنت شرب الخمر وتقديم خدمات جنسية لفئات من الزبناء بمنطقة دار بوعزة.

وكانت الحارسة العامة تلجأ إلى اختيار فتيات جميلات بالمؤسسة التعليمية لتقديمهن إلى زبناء محددين بالحانات وبفيلات فاخرة بالقرب من طماريس ودار بوعزة القريبة من الدار البيضاء بحوالي 20 كيلومترا.

الحارسة العامة، التي عمدت إلى استدراج القاصرات إلى حانات بعين الذئاب، كانت تستقبلهن نهارا، خلال الفترة الممتدة من منتصف النهار إلى السادسة مساء، ثم تعمل على مساعدتهن في الحصول على ورقة السماح بالدخول، صباح اليوم الموالي.

وافتضح أمر الحارسة العامة بعدما اشتمت إحدى الأمهات رائحة الخمر تنبعث من فم ابنتها، لتكتشف، بعد بوح التلميذة بالأمر، أن الحارسة العامة كانت تستدرج تلميذات أخريات يتابعن دراستهن في المؤسسة التعليمية نفسها.

وأحيلت المتهمة المذكورة على وكيل الملك لدى المحكمة الزجرية بعين السبع، لتتم متابعتها بأفعال التغرير بقاصرات واستدراجهن للاستغلال الجنسي والاتجار في البشر.

وتشير رواية أخرى لوالدة المتهمة وعدد من التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بالمؤسسة نفسها، إلى أنهم في حالة صدمة وذهول بعد ظهور الاتهامات، معتبرين أن عددا من القاصرات كن قبل التعارف مع المتهمة يتناولن المخدرات ويدمنّ على الكحول.

حانات تستقطب القاصرات

بمنطقة عين الذئاب، بالدار البيضاء، تتجاور حانات ليلية تستقطب زبناء من مختلف الطبقات الاجتماعية. الموقع التق مترددات على هذه الحانات كشفن عن كثير من الخبايا التي تدور في عالم هذا الشريط الساحلي. جلهن يؤكدن أن الخليجيين والزبناء من الجنسيات الأوربية يفدون بكثرة على حانات خاصة لتلبية رغباتهم الجنسية، والمقابل يتراوح بين 800 و3000 درهم.

كباريهات “راقية” تعرض خدمات جنسية لفائدة المترددين عليها باستمرار. فتاة ولجت هذا المجال، رفضت الكشف عن هويتها، تشير إلى أن الخدمات الجنسية التي تعرضها هذه الحانات والكباريهات موجهة للجميع ولا تستثني مثليي الجنس.

وفي حديثها مع الموقع، كشفت المتحدثة أن ترددها باستمرار على هذه الحانات مكنها من ربط علاقات مع أخريات لهن معرفة ودراية كبيرة بتقديم الخدمات الجنسية لفائدة الخليجيين، وبدورهن يحرصن على استقدام القاصرات اللائي يتابعن دراستهن والمنقطعات أيضا.

عدد من هذه الحانات الليلية التي توفر خدمات جنسية لفئات من مرتاديها باستمرار، يقف عند أبوابها حراس.. أضواء وصخب في الداخل يغري قاصرين بقضاء ساعات داخل هذه الفضاءات.

وحسب المعلومات المتوفرة، فهناك كباريهات تقصدها العديد من القاصرات، ليلا للبحث عن ما يسد حاجتهن من المال، فيما تقصد حانات خاصة فئات راقية من الزبناء.. بمجرد ولوج هذه الحانات يكتشف الزائر الصخب والأضواء القادمة من كل مكان، والأسعار مضاعفة لكل المنتوجات بما فيها علب السجائر.

قاصرات في الـ14 من العمر

الحانات الليلية بالدار البيضاء تستقطب العشرات بل المئات من القاصرات.. جلهن تلميذات تحصيلهن الدراسي، حسب شهادات عدد منهن، يتراجع باستمرار، مع توالي الإقبال على هذه الحانات، خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

عدد من هذه الحانات ينشط بين شوارع رئيسية بالمدينة، شابات في مقتبل العمر يقدمن خدمات في عدد من هذه الحانات وقاصرات يقتدين بهن لتطوير مهاراتهن.

بحي بنجدية، وتحديدا بمرس السلطان، شارع مصطفى المعاني.. حانات ليلية تفتح أبوابها ابتداء من السابعة مساء، أمام الزبناء، قاصرات وقاصرون يتدفقون عبر أزقة مجاورة في اتجاه حانات ليلية تتأهب لاستئناف نشاطها.

وحسب ما عاينه موقع “تيلي ماروك” قبل أشهر، فإن دوريات أمنية حلت بالعديد من هذه الحانات الليلية، التي تستقطب العشرات من الشباب وقاصرات لا يتجاوز عمرهن 14 سنة، من أجل إغلاقها بسبب توفيرها لعدد من الممنوعات لهؤلاء.

مداهمات ليلية لهذه الحانات الليلية كانت تنتهي بحجز كميات من الممنوعات واعتقال قاصرات ارتمين في حضن هذه الحانات الليلية، ومن ضمنهن من يعتمدنها لربط علاقات مع خليجيين وآخرين من جنسيات أوربية.

ومن ضمن الممنوعات، قنينات الشيشة والمعسل والمخدرات الصلبة، فضلا عن قنينات النبيذ.. محيط هذه الحانات عبارة عن وحدات سكنية، يشتكي سكانها من الفوضى والضوضاء والصخب المنبعث من هذه الفضاءات من جهة، والعربدة وتنامي السرقة بمحيط هذه الحانات من جهة أخرى.

ممتهنات جنس على الرصيف

في جولة ليلية في بعض شوارع الدار البيضاء، وقف الموقع على نشاط فئة من النساء من مختلف الأعمار والطبقات يعرضن خدماتهن على الزبناء. بشارع الزرقطوني، كانت حركة بعض السيارات جد بطيئة. تتوقف من حين لآخر لمعاينة من تقف على الرصيف، كل حسب قوامها وما استعدت به في غضون دقائق لإقناع الزبون بأداء مبالغ مالية لصالحهن لقاء خدمات جنسية، قاصرات وشابات وحتى من تقدم بهن العمر في الثلاثينيات والأربعينيات.

العملية تتكرر في غضون دقائق إلى غاية إيجاد الزبون المحتمل. تقف السيارة، تلحق بها إحداهن، أول الأسئلة حول السعر، “خويا باغي تقضي”، وباقي التفاصيل تجري غالبا داخل السيارة.

المشهد يتواصل إلى غاية منتصف الليل، كل واحدة منهن في محاولات جادة لإقناع زبناء بقضاء ليلة معهن. وحسب تأكيدات عدد منهن ففشل هذه المحاولات يدفعهن إلى التوجه صوب منطقة عين الذئاب، أو شوارع محددة بالمدينة تقع بها حانات ليلية.

“عين الذئاب” يبقى الوجهة المفضلة لعدد منهن بعد فشلهن في استقطاب زبون الليلة، بسبب حاناتها المتعددة التي تستقطب كافة الأعمار والفئات الاجتماعية.. لتبدأ فصول حكايات أخرى بمجرد الوصول إلى هناك.

السكن المشترك.. البديل الجديد لـ “القاصرات”

أحياء متعددة بالعاصمة الاقتصادية باتت قبلة للقاصرات من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، هذه الأحياء استطاعت، خلال السنوات الأخيرة، استقطاب وإيواء العشرات من القاصرات في ظل ما يسمى السكن المشترك.

أحياء الرحمة والفردوس والألفة اشتهرت باحتواء وحداتها السكنية على منازل تؤوي قاصرات يمتهنّ الدعارة ليلا. تردد بعضهن بشكل يومي بين الملاهي الليلية وتقديمهن لخدمات جنسية يدفع العديد من المقبلين على السكن بهذه الأحياء إلى التفكير مليا قبل البحث بها عن كراء أو اقتناء سكن.

في حي الفردوس تحديدا، تحولت بعض الوحدات السكنية، خلال السنوات الأخيرة، إلى نقاط وبؤر سوداء اشتهرت بلجوء عدد من المراهقات إلى السكن بها، حسب شهادات بعض سكان الحي.

SourceTelemaroc
Breaking News