شراكة مع الإتحاد الوطني للصحفيين الشباب بالمغرب والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة والإتصال- قطاع الإتصال- نظمت الشبكة المغربية للصحفيات ورشات تكوينية يومي 14 و15أبريل2018،بمدينة أكادير،حول موضوع”تدريب الصحفيات على تغطية قضايا العنف ضد النساء”.
وركزت هذه الورشات التكوينية والتطبيقية على”آليات وتقنيات التنشيط الإذاعي والتقديم الإخباري”،و”التغطية الصحفية لقضايا العنف ضد النساء”،و”عرض الإنتاجات الإعلامية للمستفيدات”اللواتي شاركن في هذه التدريبات من معاهد وكليات متخصصة في الإعلام بكل من مراكش والبيضاء وأكَادير،مما سيكون لهذا التكوين أثر كبيرعلى مسارهن المهني.
هذا وفي كلمات الجلسة الإفتتاحية،أكد رئيس الإتحاد الوطني للصحفيين الشباب بالمغرب “أحمد موشيم”أن هذه الورشات مبرمجة من أجل تسليط الضوء حول العنف الممارس ضد النساء بمختلف أنواعه في وسائل الإعلام،وخاصة العنف الأسري والعنف في محيط العمل والعنف المدعم من طرف الدولة( جهازالأمن،العسكر…).
وأضاف أن هذه الورشات التطبيقية تستهدف بالدرجة الأولى الصحفيات المتدربات بالمعهد العالي للصحافة بالرباط ومعاهد خاصة أخرى بأكادير والبيضاء ومراكش زيادة على طالبات جامعيات بالماستر و الإجازة المهنية في التحريرالصحفي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير.
ومن جهته اعتبر المدير الجهوي لوزارة الإتصال مصطفى جبري، اختيار”تيمة الورشات موفق إلى حد ما،نظرا لما يكتسيه موضوع العنف ضد النساء من راهنية في بلادنا خلال السنتين الأخيرتين اللتين تميزتا باعتماد مجموعة من القوانين لمحاربة هذه الظاهرة مما يستدعي من الصحافة اليوم مواكبة ما تقوم به الدولة والمجتمع في هذا الإطار”.
وأضاف أن “دورالإعلام يبقى محدودا في مناهضة العنف ضد النساء ما لم يتطرق بقوة وعمق إلى أسباب وعوامل هذه الظاهرة ومعالجة القضايا الجوهرية في هذا المجال،مما يتطلب تنسيقا فعالا بين الإعلاميين والفاعلين المدنيين في هذا الإطار”.
لذلك يبقى التكوين،يقول جبري،لكافة الإعلاميين ذكورا وإناثا “عنصرا أساسيا من أجل مواجهة ظاهرة العنف ضد النساء وذلك من أجل تقوية قدرات المهنيين وتمكينهم من كافة الآليات والمستجدات” .
ومن جانبها شددت رئيس الشبكة المغربية للصحفيات”مريم حيان” على أن موضوع هذه الدورة التكوينية “يقع في صميم انشغالاتنا و ليس بعيدا عنها،فالعنف ضد النساء موضوع يشغل قلب العاصفة التي تتجمع في سماء المنطقة”.
قائلة:”إن التغطية الإعلامية المغربية بصفة خاصة للعنف ضد النساء إما غيرملائمة أومنحازة أوسريعة،والأعمال الدرامية المغربية ( مسلسلات،ستكومات…) لا تقدم النساء إلا بالصورة التقليدية الهامشية التي ليس لها أي تأثير في المجتمع”.
وأضافت أن”المتتبع لوسائل الإعلام المغربية يجد للأسف الشديد أن هذه الوسائل بدل أن تقوم بدورها في الدفاع عن المرأة ومناهضة العنف الذي يمارس ضدها، تقوم هي ذاتها بممارسة هذا العنف على النساء، بشكل أو بآخر”.
فالتلفزيون،تضيف مريم حيان،بوصفه وسيلة إعلام جماهيرية يمارس العنف ضد المرأة ليل نهار،وعلى مدارالساعة في الإعلانات والبرامج والأفلام والمسلسلات وحتى في برامج الأطفال،ترى أليس استخدام المرأة كجسد وشكل ومفاتن في الإعلانات عنف ضدها؟، أوأليس تقديم المرأة كوسيلة إغراء (إن صح التعبير) عنف ضدها؟.
ولهذا طرحت مجموعة من الأسئلة من قبيل “أليس تقديم المرأة بطريقة مبتذلة في الأفلام والمسلسلات عنف ضدها؟، وأليس تقديم المرأة كمشارك رئيس في دراما العنف عنف ضدها؟”.
و”أليس تقديم المرأة كمجرمة في حوادث القتل والسرقة والمخدرات والجرائم الأخرى سواء في البرامج والتقاريرالواقعية أو في الأعمال الدرامية بمختلف أنواعها عنف ضدها؟”.
و”أليس تقديم المرأة ذات دورهامشي أو بالأحرى مهمش في الحياة وفي المجتمع عنف ضدها؟…إلى ما هنالك من الصوروالحالات التي تبين أن وسائل الإعلام بصورة عامة والمرئية منها بصورة خاصة، تمارس العنف ضد المرأة بشتى الأشكال والصور والمستويات”.
عبد اللطيف الكامل