يبدو أن رجالات السياسة بالمغرب لم يستوعبو بعد الخطاب الملكي الأخير، والذي دعا فيه العاهل المغربي إلى ضرورة بدء مرحلة جديدة والابتعاد عن الصراعات الفارغة.
وفي هذا السياق، ورغم إعطاء انطلاقة حكومة العثماني الثانية، وتفاؤل البعض بأنها ستعمل على ربح الوقت وإخراج المغرب من عنق الزجاجة والأزمة التي يعيش على وقعها المواطن، إلا أنه كان للأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار رأي آخر، حيث أنه يضع نصب عينيه الانتخابات التشريعية القادمة وكيفية الظفر فيها.
وأطلق “أخنوش” العنان لنفسه، والذي كان يتكلم في نشاط لحزبه بألمانيا، حيث هاجم رئيسه في الحكومة بشكل مباشر قائلا: “شكون هاد الوزير المعين اللي عندو الثقة ديال سيدنا، واش هاد السيد بوحدو اللي عندو الثقة ديال سيدنا ولا الحكومة كلها؟ خاص يجاوبنا العثماني”؟!
وتأتي الحرب الكلامية الجديدة لأخنوش ضد رئيسه في الحكومة، بعد التصريحات التي أدلى بها “سعد الدين العثماني” في كلمة له خلال افتتاح الملتقى الوطني للكتاب المجاليين لحزبه بخصوص استوزار الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، حيث وصف استوزار أمكراز بأنها “أعجوبة الزمان”، وأنه صار وزيرا بدعم من الملك.
وعاد وأكد “عزيز أخنوش” في كلمته بألمانيا أن الخرجات التي سماها بـ”غير محسوبة” للعثماني وبعض قيادات العدالة والتنمية من شأنها أن تضر بالحكومة وقد تتسبب في تفجير الأغلبية المكونة لها.
واعتبر متابع للشأن السياسي بالمغرب أن خرجة أخنوش “غير محسوبة” ومناقضة للتوجة الملكي الجديد والداعية إلى بدء مرحلة جديدة والابتعاد عن الصراعات الفارغة التي تسمن ولا تغني من جوع وتضيع الوقت السياسي.
وذكر متحدثنا بخطاب العاهل المغربي، يوم الجمعة 11 أكتوبر الجاري بالبرلمان، والذي قال فيه أن “المرحلة الجديدة تبدأ من الآن، وتتطلب انخراط الجميع، بالمزيد من الثقة والتعاون، والوحدة والتعبئة واليقظة، بعيدا عن الصراعات الفارغة، وتضييع الوقت والطاقات”.