انتقلت عدوى حرب الرعاة الرحل التي انتشرت في الآونة الأخيرة في مناطق سوس إلى انزكان وايت ملول فخلال ليلة أمس السبت 23 مارس الجاري حل مجموعة من الرعاة الرحل بدوار بندنار التابع لعمالة انزكان ايت ملول ما نجم عنه حدوث صراع قوي بالفضاء المحادي لمطار المسيرة وبالضبط بغابة ادمين بايت ملول حيث اندلعت حربا بين مجوعات من الرحل المنتمين لقبيلتي ايت اوسى وايت ابراييم بسبب التوتر القائم بينهما .
إلى ذلك، وبعد تبادل السب والشتم باستعمال كل الوسائل المتاحة من لدن الطرفين ما نجم عنه حدوث اضرار جسيمة نتيجة هذه العمليات خلفت ردود أفعال متباينة لذا عموم المواطنين ومتتبعي الشأن العام بالمنطقة.
في ذات السياق ، وبعد علم السلطات المختصة بالحرب الدامية تجندت كل العناصر الأمنية وفق الامكانيات المتاحة من درك ملكي وقوات مساعدة، وذلك بعد إخبارية أمنية حيث انتقلت خلية الأزمة التابعة لعمالة انزكان لعين المكان للحيلولة دون الاصطدام والبحث عن اساليب جدية للتهدئة والهدنة بين الأطراف المتنازعة.
الخلاف ” الرعوي ” أخذه المسؤول الإقليمي ” اسماعيل ابو الحقوق ” بجذية حيث قام بالتنسيق بين كل من والي كلميم وادنون وعامل اشتوكة ايت باها ،وعامل أسا ووالي العيون ووالي جهة سوس ماسة بحكم العلاقة التي تربط عامل انزكان بهؤلاء وكذا انتمائه لقبيلة ايت باعمران مكنه بفضل حنكته من الإسهام في الهدنة التي قام بها عامل الإقليم .
ووفق ذلك، حلت بعين المكان شخصيات من القبيلتين وخلال التقاء الأطراف والسلطات المحلية وشيوخ القبيلتين ، والقائد الجهوي للدرك الملكي والقائد الجهوي للقوات المساعدة وبحضور عامل انزكان ايت ملول والجمعيات المهتمة بقضايا الرحل والغابات والاركان والشان المحلي حيث جمع الأطراف وألقى كلمة بالمناسبة اذابت جليد الخلاف بين القبيلتين بحكم معرفته بطقوس واعراف أهالي الصحراء ، وهي الكلمة المؤثرة التي استطاعت ان تجمع الجميع لاستحضار المصالح العليا للوطن واهتمام جلالة الملك نصره الله بكل رعاياه رغم اختلاف مشاربهم وقبائلهم.
زيارة عامل انزكان ” ابو الحقوق ” كانت بردا وسلاما على الخلاف القبلي الذي كاد أن يتحول إلى حرب دامية، حيث تحقق الهدف وتم اخماد فتيل الصراع مما جعل الجميع يتنازل وفق الاتفاق مع الالتزام طبقا لأعراف أهل الصحراء المعروفة بالتنازل والاستماع للاعيان والكبار.
تدخل عامل انزكان ايت ملول وتعامله لأول مرة مع هذه الظاهرة هو دليل قاطع على دبلوماسية الرجل ومدى إمكانياته للتعامل مع أكثر من ذلك ، حيث ترك هذا التدخل انطباعا قويا لذا القبيلتين من جهة، وساكنة دواوير مناطق المطار من اخربان وبندنار والتمسية وغيرها من جهة ثانية.
كما تم في ختام اللقاء رفع الدعاء الصالح لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده الراعي الأول لمصحلة الوطن والمواطنين.