إن مبادرة تدخلنا جاءت بعد توصلنا كفريق اتحادي بالجماعة الترابية تارودانت بتظلمات وتخوفات من بعض التجار بالموقع المعني بالهدم ..وبعد تنقلنا لمعرفة الموضوع عن قرب ومعاينة الحالة فوجئنا الى ان الامر يهم منطقة وبنايات تراثية تدخل فيما تبقى من النسيج العتيق بالمدينة على قلته … لهذا اصبح الأمر أكثر من حيثيات التظلم أي أننا أمام إتلاف لجزء من تراث المدينة ، فطالبنا بإيقاف عمليات الهدم إلى حين حل كل الإشكالات وحماية البنايات القديمة وإخضاعها للترميم والصيانة على غرار التدخلات التي تمت وتتم في مراكش والرباط وفاس و.. وليس الهدم الكلي .. وسجلنا تعمدا وقصدا هدفه هو ربح الوقت لهدم ما تبقى .. فاضطررنا لطرح الموضوع بمكتب باشا المدينة ثم بمكتب الكاتب العام للعمالة ليتقرر عقد لقاء تقني للإستماع إلى ملاحظاتنا واقتراحاتنا ..
و بعد ذلك في الإجتماع الذي استدعينا إليه بمكتب الكاتب العام بقر العمالة يوم الأربعاء من الساعة 10 و30 صباحا حتى 1 بعد الزوال، وبعد التداول والإستماع الى الجميع ومداخلات ومرافعات الفريق الإتحادي المجتمعة بمكتب الكاتب العام للعمالة وهم : باشا المدينة / المهندس رئيس قسم التعمير بالعمالة / مهندس بمصلحة التعمير بالعمالة متخصص في التراث / الوكالة الحضرية/ ممثلين لادارة الأوقاف والشؤون الإسلامية / ممثل لمديرية التجهيز المكلف بالمشروع / مصطفى المتوكل عن الفريق الإتحادي بالجماعة الترابية تارودانت.
تبين ما يلي :
(1) أن المشروع غير مصادق عليه.
(2) وأن عمليات الهدم غير مرخصة.
(3) أن جزءا مما أقدمت الشركة على هدمه لاعلاقة له بالمشروع غير المصادق عليه أصلا ، أي أنها عملية غير سليمة وغير قانونية.
و أكدنا في اللقاء بأن غاياتنا وأهدافنا في الوقت الذي تتجه في السياسة الملكية إلى الإهتمام بالترميم وإعادة الاعتبار في عدن مغربية تاريخية تتلخص في :
(1) التأكيد على حماية التراث اللامادي والعمران العتيق بالمدينة.
(2) احترام الضوابط والاليات القانونية المعمول بها في هذا الباب.
(3) ان يخضع التصميم والدراسته للمراجعة والملاءمة مع الخصوصيات العمرانية التاريخية وبالمواد التقليدية.
(4) أن يعتمد تصميم يهم المسجد يراعي خصوصيات المسجد الأصلي تصميما ، وباعتماد مواد البناء التقليدية واحترام الهندسة المعمارية المحلية.
(5) أن المحلات التجارية المبنية بالإسمنت كان من المفترض تهيئتها وصيانتها وإخضاعها هي كذلك لنسق البناء القديم فيما يخص الواجهة والأبواب …الخ.
(6) أن المحلات التي طالها جزءا منها الهدم و غير مندرجة في المشروع أن يعجل بترميمها وصيانتها وفق الطرق المتعارف عليها والمعتمدة في مثل هذا النسيج العتيق مثل ما تم في برنامج التدخل بمراكش والرباط وفاس .. ليرجع إليها أصحابها في القريب العاجل.
(7) ضرورة اعتماد المساطر المعمول بها للتصديق على الملف قبل الاقدام على أي تدخل او عمل …و أن يهيأ كناش للتحملات تقني يهم كيفيات الترميم والصيانة والبناء وشروط وضوابط كل ذلك …وأن تقوم المصلحة المعنية أي إدارة التجهيز بتارودانت بإعداد ملفها كاملا واتباع الإجراءات القانونية في هذا الباب.
ولابد أن نشير هنا إلى أن السلطة المحلية أمرت بالإجتماع بإيقاف كل الورش للأعتبارات القانونية التي ذكرناها سابقا ، وعلى رأسها عدم القيام باعمال الهدم ..وان يتم التعجيل هذا الأسبوع بإستدعاء المهندس المعماري للمشروع لإعالدة الصياغة تقنيا وفنيا للتصميم والدراسة وفق للملاحظات التي أكد عليها كل من ممثلي قسم التعمير بالعمالة والوكالة الحضرية والتي سبق توثيقها في محضرين سابقين، وضرورة احترام كل التوجيهات والقرارات المطروحة ..والتأكيد على حماية حقوق ومكتسبات التجار المستغلين لتلك المحلات والذين اصبحو معطلين ولا مورد عيش عندهم.
وقررنا كفريق أن نعمل على تشكيل لجنة لتتبع هذا الملف مع الفعاليات العاملة في مجال التراث حتى تحقق الأهداف والغايات المسطرة في مثل هذه الأوراش التراتية ..مع جعل التنسيق دائما لتتبع كل ما له علاقة بالنسيج العتيق والمباني التراثية والقديمة والمآتر التاريخية.
ولقد علمنا أن افريق الإشتراكي بمجلس النواب ومجلس المستشارين قد وضعا اسئلة كتابية للوزراء المعنيين.