Notice: _load_textdomain_just_in_time تمّ استدعائه بشكل غير صحيح. Translation loading for the newsbt domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. من فضلك اطلع على تنقيح الأخطاء في ووردبريس لمزيد من المعلومات. (هذه الرسالة تمّت إضافتها في النسخة 6.7.0.) in /sites/sarkha/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
المعارض و البرامج الخاصة بالصناع و الحرفيين : الفوضى و سوء التسيير و هدر للمال العام – صرخة المواطن

المعارض و البرامج الخاصة بالصناع و الحرفيين : الفوضى و سوء التسيير و هدر للمال العام

صرخة14 أكتوبر 2018
صرخة
الرأيالرئيسية
المعارض و البرامج الخاصة بالصناع و الحرفيين : الفوضى و سوء التسيير و هدر للمال العام

علي بوجيدة الصنهاجي :

قطاع الصناعة التقليدية قطاع مهم و هو قطاع يشكل مجتمع داخل مجتمع ، و علاوة على اهميته كقطاع منتج يساهم في اقتصاد البلاد و امتصاص نسبة مهمة من البطالة (الثاني بعد القطاع الفلاحي) و كذلك له اهمية خاصة جدا لانه يحافظ على الموروث الثقافي للبلاد علاة على كل هذه المزايا فانه قطاع مهمش و غير منظم و تشوبه اختلالات عدة ان على مستوى البرامج المنزلة و التي في مجملها تهدف الى الرفع من قيمة المنتوج و تثمينه او على مستوى اعادة الاعتبار للمهنيين(الصناع التقليديين و الحرفيين ) المشتغلين فيه .
في هذا المقال نحاول ان نذكر بعض ما يعيشه القطاع من تسيب و فوضى و ما يعيشه الصناع من تهميش و ضياع ، فالقطاع يعتبر فضاءا مناسبا لتجريب البرامج الاجتماعية المتعلقة بالتعليم بالتدرج و التسويق و التكوين و التأهيل ، و رغم ان هذه البرامج في مجملها ” تسر الناظرين ” الا انها تعتبر وجها من اوجه تبذير المال العام بشكل فج و بطرق لا تسر احدا .
يعتبر التعلم بالتدرج برنامجا فاشلا بغض النظر عن ما قد يوحي به الاسم ، فهو بالاضافة الى انه وسيلة لرد جميل بعض اعضاء التعاونيات و الفرادى لما اسدوه لمنتخبي بعض غرف الصناعة التقليدية في الانتخابات من خدمات تتعلق بجلب الصوت الانتخابي و اقناع الصناع و الحرفيين بالتصويت لهذا او ذاك ، فهو وسيلة كذلك للاسترزاق بعض موضفي و منتخبي الغرف و الجهات ذات الصلة ، فنجد المحسوبية و الرشوة و المكونين الاشباح و التغاضي على الالتزام بالتوقيت و مراجعة مراكز التكوين المهني بالتدرج .. و العديد من التجاوزات التي لا تعد و لا تحصى !
و يكفي ان نذكر ان هناك تعاونيات استفادت من تعليم اكثر من 11 مستفيذة يقدر تعويضها ب250 درهم للمستفيذة الواحدة في الشهر على مدى 11شهرا و اغلب هؤلاء المستفيذات هم صانعات تقليديات يشتغلن بذات التعاونية ! في حين ان البرنامج جاء لتعليم و تلقين غير المتعلمين حرفة يلقين بها لقمة العيش ، كما ان اغلب هؤلات لا يعلمن عملية النصب التي وقعن فيها .
و في ما يخص المعارض و التي علق عليها الامال في ترويج و تسويق المنتوجات المتعلقة بقطاع الصناعة التقليدية فهي بدورها تعرف هدرا للمال العام بشكل لا يوصف، و يكفي ان نعلم حجم المبالغ المرصودة لتلك المعارض و كيف تصرف لتتضح الصورة اكثر ، رغم ان هذه المعارض لا تعطي الفرصة للصناع المهرة و اصحاب الخبرة و الاتقان للمشاركة فيها و تبقى حكرا على فئة محظوظة نراها تنتقل من معرض الى اخر دون مراعاة لتكافؤ الفرص و لا لتنوع الحرف و المعروضات ، فلا يهم ان طغى منتوج حرفة معينة على المعرض باكمله المهم هو ان يمتلئ الفضاء و لو بنوع حرفي معين او تعداه الى منتوجات اخرى و لو بشكل محتشم ، فيما بعض الصناعات التقليدية غائبة تماما عن هذه المعارض لنعلم ان الهدف من هذه المعارض ليس تبيان ما تزخر به بلادنا من صناعات تقليدية و مصنوعات يدوية و التعريف بها و عرضها على المستهلكين و لكن لارضاء الاتباع و جعلهم ممتنون للمسؤولين على تلك المعارض باعتبارها امتياز ليس الا ، و البعض من الصناع يعتبرها فرصة للترويح عن النفس و عن قضاء اوقات في بحبوحة مؤقتة في الفنادق و كذلك للقاء بعض المسؤولين و اخذ الصور معهم ، اما المردود المالي من عملية البيع داخل المعارض فهو حديث يحرك المواجع و يجعل من العارضين في حسرة .

تحت هذه الفوضى فان جل الصناع و الحرفيين متفقين على ان المعارض و برنامج التعليم بالتدرج لا يمس الصناع جميعهم بل حفنة منهم اثرت على نفسها التقرب من المسؤولين لقاء الاستفاذة من تلك المعارض او ذاك البرنامج و اكيد لكل خدمة مقابل ، في غياب تام لمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الصناع و الحرفيين .

و لهذا فان من الضروري و حفظا للمال من العام من الهدر و مراقبة للبرامج التي تضعها الدولة من اجل رد الاعتبار لهذا القطاع ،فان الامر يحتاج الى لجنة تفتيش مالية مركزية للوقوف على هذه الاختلالات و تقديمها للعدالة .

الاخبار العاجلة