Notice: _load_textdomain_just_in_time تمّ استدعائه بشكل غير صحيح. Translation loading for the newsbt domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. من فضلك اطلع على تنقيح الأخطاء في ووردبريس لمزيد من المعلومات. (هذه الرسالة تمّت إضافتها في النسخة 6.7.0.) in /sites/sarkha/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114 الدار البيضاء.. مدينة العراقة والأعمال – صرخة المواطن
ابنة القرن العشرين، وإحدى علاماته المميزة، أهم مركز للتجارة والصناعة والمال في المغرب، بل عاصمته الاقتصادية الكبرى.
فمن بلدة صغيرة لا تتعدى مساحتها 44 هكتاراً، تحولت الدار البيضاء مدينة كبيرة مترامية الأطراف، وغدت ثاني أكبر المدن في افريقيا.
ومن عشرين ألف نسمة هو عدد سكانها العام 1900، تموج اليوم بحركة تزيد عن خمسة ملايين نسمة كثالث أكبر مدن افريقيا سكانا بعد لاغوس والقاهرة.
الدار البيضاء
تقع المدينة على ساحل المحيط الأطلسي بمنطقة الشاوية السفلى وتبعد 95 كيلومترا عن العاصمة الرباط.
هي أقدم مدن المغرب على الاطلاق، حيث تشير دراسات أركيولوجية عن وجود أثار تثبت أنها كانت من أقدم المناطق الآهلة بالسكان قديما، فيذكر المؤرخون أن أمازيغ بورغواطة “المملكة البربرية” أسسوا الدار البيضاء عام 768 ميلادي، وكانت تدعى حينها ”أنفا” عام 768م.
بقيت “أنفا” خلال حكم المرينين مدينة صغيرة مفتوحة على التجارة البحرية لا سيما مع الاسبان والبرتغاليين، وفي عهد الدولة العلوية أعيد بناء المدينة على يد السلطان سيدي محمد بن عبد الله عام 1790 وسميت الدار البيضاء.
وأما سبب تسمية المدينة بالدار البيضاء، فهو يعود حسب المصادر التاريخية إلى اللغة الاسبانية، فالبرتغاليون الذين دخلوا المدينة في القرن 16 أسموهاcasa branca، تيمنا بأحد المنازل البيضاء التي كانت تطل على واجهة المحيط الاطلسي، وحافظت اسبانيا بعدها على هذه التسمية التي تكتب بالإسبانية casa blanca ومازالت الى اليوم تسمى “كازابلانكا”.
مجسم الكرة الأرضية معلمة تاريخية وحضارية متميزة للعاصمة الاقتصادية للمغرب
برز دور المدينة بشكل كبير خلال القرن العشرين، فالمدينة التاريخية العريقة أصبحت مركزا اقتصاديا وقطبا تجاريا وصناعيا مهما، مما جعل كازابلانكا العاصمة الاقتصادية للمغرب، والقلب النابض للمملكة المغربية، حيث ترتكز في المدينة أكثر من نصف الوحدات الإنتاجية للبلاد، وما يقارب 60% من اليد العاملة في الصناعة، كما تتواجد فيها مقرات عدة شركات وطنية ودولية والشركات المتعددة الجنسيات.
ميناء الدار البيضاء الأكبر في المغرب وأحد أكبر وأهم الموانئ في افريقيا
وتعتبر بورصة الدار البيضاء الأهم في منطقة المغرب العربي والثالثة افريقيا بعد بورصة جوهانسبورغ وبورصة القاهرة، كما يعتبر ميناء المدينة التجاري الأهم افريقيا حيث تصدر منه حمولات الحبوب والفوسفات، ويكفي أن نعلم أن المغرب أكبر مصدر للفوسفات في العالم، كما يتنوع النشاط الاقتصادي في المدينة بين الخدمات والصناعة والبناء والأشغال العمومية والسياحية.
تراموي الدار البيضاء
تستقبل مدينة الدار البيضاء أكثر من 6 ملايين سائح سنويا. وهذا يعود إلى تعدد معالم المدينة وآثارها وجمال طبيعتها وسحر سواحلها، إضافة إلى تطور البنية التحتية في المدينة والمؤهلات الكثيرة التي تتمتع بها، فنجد فيها أكبر مطار في المغرب والأكثر حركية في المنطقة وأكبر ميناء على ساحل الأطلس وشبكة حديثة من الطرق والسكك الحديدية، وشبكة التراموي التي تربط أحياء هامشية بالديناميكبة الاقتصادية والاجتماعية للمدينة. ما جعل من كازا باريس عربية.
تمتاز شواطئ الدار البيضاء بجمالها وجودة خدماتها
تزخر مدينة الدار البيضاء بالمعالم الأثرية التاريخية والحضارية الشاهدة على تاريخ عريق، نذكر منها:
كاتدرائيّة الدّار البيضاء أو كنيسة القلب المقدّس
كاتدرائية القلب المقدس يتم حاليا إعادة ترميمها لتغدو فضاء ثقافي يليق بتنظيم المعارض الحديثة والدائمة للفنون الحية والموسيقا والمسرح
من أبرز الكنائس الأثرية بعد استقلال المملكة المغربية، تم افتتاحها عام 1930، واستمر العمل في بنائها ما يقارب الربع قرن، صممها المهندس المعماري بول تورنان بأسلوب جمع بين القوطية والارت ديكو أو ما يعرف بـ”النيو-قوطي”، أصبحت الكنيسة مركزا ثقافيا بامتياز يقصده العديد من زوار المدينة والقاصدين التعرف عن قرب على تاريخها الثقافي العريق والمتنوع.
مسجد الحسن الثاني
مسجد الحسن الثاني تم افتتاحه عام 1993 في عهد الملك الراحل الحسن الثاني
مسجد الحسن الثاني تحفة معمارية إسلامية لا مثيل لها على الاطلاق، يعد من أهم المعالم السياحية الدينية في المغرب إن لم يكن الأهم، بناء شاهق وهندسة دقيقة تبهر الناظر جعلت من المسجد مقصدا للزوار المغاربة والسياح الأجانب لاكتشاف هذه المعلمة الدينية التي ترمز للتسامح والسلام.
وتبلغ طول مئذنته 210م، ويتسع المسجد 25.000 مُصلّ في الداخل و80.000 في باحة المسجد.
حي الأحباس
حي الأحباس يعود تأسيسه إلى عام 1917، ويصفه البعض بأنه المدينة القديمة للدار البيضاء
أحد الأحياء القديمة في الدار البيضاء، يقع بالقرب من القصر الملكي، شيد في فترة الحماية الفرنسية ويتضمن الحي سوقا ومدرسة وحديقة وكُبرى مكتبات التابعة لدور النشر المغربية والعربية، مما جعله مقصد للمثقفين والباحثين، ويمتاز الحي ببعده الثقافي والحضاري تحكيهما أقواسه وبناؤه المعماري العربي والإسلامي المختلط بالهندسة الأوروبية جعلته من أشهر أحياء الدار البيضاء ومحجا للسياح.
وارتبط اسم الحي بالمسجد المحمدي الذي بني على شكل معماري يحاكي مسجد القرويين بمدينة فاس، وهو من المعالم السياحية الكبرى بمدينة الدار البيضاء.
مسجد المحمدي بالدار البيضاء بمئذنته التي تحاكي مئذنة مسجد القرويين بتونس
ميدان محمد الخامس
أضاف ترامواي الدار البيضاء بعدا عصريا لميدان محمد الخامس الذي يمتاز بمبانيه التاريخية
من أجمل ساحات العالم وأقدمها يصل عمره لقرابة القرن، يعتبر ميدان محمد الخامس قلب مدينة الدار البيضاء، وتجمع المباني على جنباته بين الأصالة العربية والإسلامية التقليدية، والهندسة الفرنسية والمباني العصرية.
منارة العنق
تظهر منارة العنق بإطلالة مذهلة على الجانب الأخر من الساحل
تقع المنارة في حي العنق بالدار البيضاء ولذلك سميت بهذا الاسم نسبة إلى حيها، تطل المنارة على المحيط الأطلسي، وهي أحد أهم المعالم في الدار البيضاء، تستقطب الزوار حيث تظهر من أماكن بعيدة بالمدينة، وتعتبر واحدة من نقاط الجذب السياحي بمدينة الدار البيضاء الكبرى، يبلغ طول المنارة 161 مترا ويرجع تاريخها إلى سنة 1919 وهي لا زالت تقوم بنشاطها البحري حتى الآن.
منارة العنق أحد أهم معالم الدار البيضاء
متحف التراث اليهودي المغربي
متحف الثراث اليهودي المغربي رمز للتعايش بين المسلمين واليهود في المغرب
المتحف الثقافي اليهودي المغربي في الدار البيضاء هو المتحف الوحيد في العالم العربي المخصص للتاريخ اليهودي.
أُنشأ في عام 1997م بدعم من مؤسسة التراث الثقافية اليهودية، وبتوجيه من الرئيس المؤسس ”سيمون ليفي”، يعرض المتحف اليهودي المغربي مقتنيات عائدة لليهود المغاربة وهو أيضا مركز إعلامي للأفلام ومعرض دائم من القطع الأثرية من المعابد عبر المغرب. يقدم المتحف جولات ثقافية للزوار والطلاب ويحتوي على مجموعة كبيرة من الصور والمجوهرات التقليدية المغربية وفساتين زفاف يهودية من مناطق البلاد المختلفة.
وكما تضم ”كازابلانكا” القصر الملكي، متحف عبد الرحمن السلاوي، كاتدرائية نوتردام دي لورديس، الجامع الأبيض، وغيرها من المعالم التي جعلت من المدينة الواجهة الأولى في المغرب.