في شكل غريب وعجيب، ومع الارتباك والاستعجال الذي يرافق تحضير اللقاء التنسيقي مع وزير التربية الوطنية والكاتب العام ليوم الاثنين 22 مارس 2021 بعد تقريبه، وتأجيله. شكل مدير أكاديمية سوس ماسة دزينة من اللجان، كعادته، حتى تاه الجميع، ولم يعد يفهم الواحد داخل الأكاديمية، دور بنيات الأقسام والمصالح، وبنية فرق المشاريع، ودور منسقي المجالات، فأحدتث على رأس كل ذلك لجنة سماها “لجنة تقويم المشاريع”.
لجنة تقويم المشاريع قلبت المشاريع وأعادت هيكلتها بأقطاب جديدة، خارج كل الضوابط. القطب الأول يضم المشاريع 1 و4 و 5 و 7 خليط لجنتها بين مفتشي الابتدائي والثانوي. والقطب الثاني يضم المشاريع 2 و3 و6 خليط غير متجانس لمفتشي المصالح المادية والمالية وعلوم الحياة والأرض والتخطيط (أعفي من مهامه عندما كان رئيس مصلحة الخصوصي بالأكاديمية واليوم ضمن لجنة التقويم). والقطب الثالث يضم المشاريع 8 و 10 و 111 و 12 و 13 و 14 و 18 بها مفتشو التعليم الثانوي بتخصصات مواد مختلفة. والقطب الرابع يضم المشاريع 9 و 15 و 16 و 17 بها مفتش ثانوي وآخر للابتدائي والمسؤول عن الوحدة الجهوية للافتحاص وموظف بالكتابة مكلف فقط في الأكاديمية (لع مقاطعته في مديرية أكادير إداوتنا) وليس معينا بالمقر الجهوي، صار منسقا لكل المشاريع، وتربطه علاقات صداقة “منتازة” مع منسق المجال الأول والثاني.
وإلى حدود هذا التوزيع العجيب الغريب الذي لم تتجاوب معه المشاريع لعدم فهم سياق ومعنى ذلك..تقويم ماذا وكيف وما الخلفيات والهدف؟ حتى أن عددا منهم يتسابق لإظهار أن مشروعه أفضل من الآخر يضيف لحصيلة يناير وفبراير ومارس 2021، ما أنجز في السنوات الماضي. وهذا ما يصطلح عليه “تخلاط لعرارم”، كما يقول المثل الدراج يستوجب فتح تحقيق معمق.
فكيف يمكن لعضو لجنة التقويم ومكلف بمشروع (يعني رئيس مشروع) أن يكون ضمن لجنة التقويم؟ ماذا سيقوم؟.
ولماذا لم يلجأ مدير أكاديمية سوس مسة ببراعته وكثرة اللجن الذي تولد ميتة، والدليل على ذلك عشرات اللجن التي أنشأها واختفت، بل ماتت ووئدت من أجل نشاط ما يلبث أن ينجز ويتفرق الجمع بعده بساعات. والدليل على ذلك “أكبر لجنة في تاريخ وزارة التربية الوطنية للتوجيه النشيط والمهني والمدرسي الناجع والنشيط”؟؟؟.أين هي؟ من أقبرها؟. أين التحفيزات الموعودة المالية؟ أين اجتماعاتها؟ أم أن الدور هو توفير حزمة الوثائق وعرضها على الوزير بأنها “إنتاجات” لا تلبث أن توضع في الرف، ويتم نسيانها، بل تجاوزها والقفز عليها، بعد الإنهاك.
لماذا لم يحدث مدير أكاديمية سوس مسة لتقويم صفقة العمارة التي وصل ملفها إلى مؤسسات الحكامة؟ ولماذا لم يشغل المفتشين ولجن التقويم لتقويم صفقات المطعمة “ترتورات”؟ ولماذا لم يفعل لجنة التقويم لتقويم سندات الطلب والعقود ومركزة الصفقات وأثرها الذي كان على التلميذ والمنظومة بوجه خاص بسوس ماسة؟ ولماذا لم يفعل لجنة لتقويم حول أثر ما فعله على رفع أرقام الاكتظاظ ومسؤوليات الهدر المدرسي وتأخر البناءات في السنة المالية والصفقات، على علاتها؟.
ولماذا لم يفعل لجنة التقويم لتقويم أثر صفقات المطعمة على المردودية الداخلية للتلميذ(ة) في جهة سوس ماسة المكلومة؟.
ولماذا لم يفعل لجنة التقويم في ملفات كثيرة، لا يسع المقام لذكرها، ليرى مرآته في التسيير الذي يعرف حقيقته أهل باب الرواح ويحاول فرملته بصديقه “المستشار” تلميعا لما تبقى في الواجهة؟ ولماذا..؟ ولماذا…؟.
الأضحوكة الأكبر ما سمي “المخطط الجهوي للتكوين المستمر للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة برسم السنة المالية 2021”. هو الآخر شكلت له جن فرعية مستحدثة تركت لحالها: لجنة تحديد الحاجيات من التكوين المستمر (في فبراير ومارس 2021 يا للعجب؟؟ بعدما سبقتنا أكاديميات مجاورة بسنوات ضوئية)، ولجنة إعداد عدد التكوين وانتقاء المكونين، ولجنة التخطيط والبرمجة ، ولجنة التدبير المادي واللوجيستيك، ولجنة التتبع والتقييم وإعداد الحصيلة، ولجنة التواصل . لجن كثيرة بعدها بأيام غير مفعلة. كل واحد انفض لحاله لا مخاطب وارتجال في التكوينات، حتى أنه يتم التسابق منذ الأسبوع الماضي لتنفيذ التكوينات للرفع من الأرقام قبل حلول الوزير..لاتهم الطريقة ولا ظروف التكوين، حيث صارت التكوينات تتم في كل مكان (مدارس وإعداديات( بجوار الأكاديمية وتسريع تنفيذ عقود وصفقات التغذية (التريتورات) الممركزة جهويا (يعني الأكاديمية هي من يتكلف بالتغذية والمديريات باح لاح).
أما المصوغات فالعشرات منها غير جاهز، وحتى الجاهز منها لم يحسم أمر مكونيها، بالنظر لغياب أي دفتر للتحملات أو انتقاء أفضل المكونين البالغ مجموعهم 1568 مكونا.
للأسف، تفريخ اللجن لا تنفع ولا تبقي ولا تذر..وصار الجميع يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله..اللهم ارفع عنا “الجايحة” والبلاء والوباء، فلم نعد نستطيع أن نطيق هذا الوضع غير التربوي الشاذ بين أكاديميات المغرب.