شباب مغاربة يصرخون: الحرية لولاد الشعب

صرخة6 يناير 2020
صرخة
أخبار سياسية ونقابية
شباب مغاربة يصرخون: الحرية لولاد الشعب

أطلق شباب وشابات مغاربة حملة شبابية بوسم # الحرية_لولاد_الشعب مطالبين بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين من نشطاء الحراك الاجتماعي والصحفيين والمدونين الشباب الذين تم اعتقالهم على خلفية نشاطهم التعبيري على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي ظرف وجيز انتشر هاشتاك # الحرية_لولاد_الشعب على حسابات العديد من شباب المغرب بمواقع التواصل الاجتماعي مرفوقا بصور للشباب المعتقلين وبعبارات استنكارية للهجمة الأمنية المتصاعدة التي تشنها السلطات المغربية على حرية الرأي والتعبير، حيث ختمت سنة 2019 على إيقاع اعتقالات واسعة استهدفت شباب معروفين بنشاطهم التعبيري المنتقد لسياسة الدولة في مختلف المجالات.

واستغرب شاب من شباب الحملة اعتقال تلاميذ قاصرين في ربيع شبابهم بسبب تدوينات على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، معتبرا أن مكانهم الطبيعي هو فصول الدراسة وليس زنازين المعتقلات.

 وكانت السلطات المغربية في وقت سابق قد اعتقلت تلاميذ لم يتجاوز عمرهم 18 سنة، ويتعلق الأمر بكل من التلميذ أيوب محفوظ بمدينة مكناس الذي أدين بثلاث سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها 5000 درهم مع تحميله الصائر والإجبار في الأدنى مع مصادرة الهاتف النقال لفائدة أملاك الدولة بسبب تدوينة شارك فيها مقاطع من أغنية “عاش الشعب” التي أطلقها 3 شبان من مغني الراب والتي عرفت انتشارا واسعا وأثارت الكثير من الجدل قبل أسابيع واعتقل بسببها احد هؤلاء الشباب الملقب بـ “السيمو الكناوي”. كما تم اعتقال التلميذ حمزة أسباعر من مدينة العيون وحكم عليه بالسجن أربع سنوات بسبب أدائه لأغنية في فن الراب تحاكي معاناة الشباب المغربي. ليتم اعتقال تلميذ ثالث (منقطع عن الدراسة) بمدينة مراكش بعد اقتحام بيته على الساعة الثالثة صباحا في جو من الرعب والترهيب.

وبالجنوب الشرقي للمغرب أو ما يطلق عليه بالمغرب المنسي وتحديدا بمدينة طاطا، تم اعتقال الشاب رشيد سيدي بابا الذي أدين ب 6 أشهر سجنا وغرامة مالية قدرها 500 درهم في أسرع محاكمة دامت 10 دقائق، على خلفية قيامه ببث فيديو على الفايسبوك يطالب فيه بحقه في الشغل والعيش الكريم، ويندد بالإقصاء والتهميش الذي طال المنطقة و شبابها.

وبمدينة خنيفرة تم اعتقال الشاب الناشط الحقوقي عبد العالي باحماد الشهير بـ “بوذا غسسان” المعروف بتضامنه الدائم مع مختلف احتجاجات الشعب المغربي، والتهمة الملفقة تدوينة فيسبوكية.

وجدير بالذكر أن سلسلة الاعتقالات المصادرة للرأي الحر انطلقت منذ شهور بعد أن اعتقلت السلطات المغربية الشاب مـحمد السكاكي، المشهور بإسم “مول الكاسكيطة” بمدينة سطات بسبب فيديوهاته الشهيرة على الفايسبوك لتتم إدانته بأربع سنوات حبسية.

وبمدينة الخميسات تم اعتقال مـحمد بودوح الملقب بـ”مول الحانوت”، وذلك عقب نشره لفيديو  على صفحته الرسمية بموقع الفايسبوك ينتقد فيه الوضع العام.

كما تم اعتقال الصحفي عمر الراضي، بسبب تغريدة على موقع تويتر تفاعل فيها مع الأحكام الصادرة في حق معتقلي “حراك الريف”، وتمت متابعته بمواد القانون الجنائي بدل قانون الصحافة والنشر، من خلال توجيه تهم له تتعلق بإهانة الهيئة القضائية، ليتم إطلاق سراحه ومتابعته في حالة سراح بعد ضغط إعلامي وشعبي.

ومع استمرار تكميم الأفواه، وخنق حرية الرأي والتعبير، تواصل الفعاليات الشبابية بالمغرب من خلال عدة مبادرات والتي من بينها صرخة “الحرية لولاد الشعب” التنديد بالحصار المفروض على الأقلام الحرة والتعبيرات الشعبية لمواطنين يتطلعون لوطن أفضل وعيش كريم، في بلد يراد له أن يعيش صمت القبور، بعد أن تم تدجين وسائل الإعلام التقليدية، مقابل حصار المنابر الإعلامية المستقلة، ومحاولة الإجهاز على شبكات التواصل الاجتماعي التي أضحت المتنفس الوحيد لبث هموم وآلام المغاربة في وطن أنهكه الفساد والاستبداد.

ويرى فاعلون شباب مشاركون في حملة “الحرية لولاد الشعب” أن اعتقال المدونين الشباب الذين أصبحوا قوة ضاغطة عبر العالم، لن يزيد سمعة البلد إلا إساءة على ما هي عليه وسيجعلها قابعة في ذيل التصنيف العالمي لحرية الصحافة، وإن أخطاء الدولة هذه لن  تراكم إلا مزيدا من الاحتقان الشعبي وفقدان الثقة الشعبية المفقودة أصلا بسبب الحرمان الاجتماعي ومصادرة حرية الرأي والتنظيم والملاحقات والمتابعات ومختلف أشكال الترهيب وحملات التشهير والتشويه التي تستهدف المواطنين بسبب اختيارات السياسية.

كما استغرب العديد من المدونين  ـ تحت هاشتاك الحملة الشبابيةـ الممارسات الأخيرة للسلطات المغربية التي تسعى ـ حسب قولهم ـ للرجوع بالمغرب إلى عهد سنوات الجمر والرصاص، وعدم استفادة العقل الأمني المغربي من دروس الثورات الشعبية المجاورة، متسائلين عن المنطق الذي بات يحكم تصرف السلطات من خلال هذه الاعتقالات المتلاحقة التي أسقطت كل القواعد القانونية الكونية المتعارف عليه، أم أن المخزن لا منطق له لكونه لا يؤمن إلا بلغة القمع و”العام زين” حسب تعبيرهم.

الاخبار العاجلة