عبد المجيد الترناوي – تارودانت
في جو احتفالي بهيج، انطلقت يوم أمس السبت 29 يونيو 2019، فعاليات الدورة الأولى لملتقى تارودانت للفن الكناوي مع موكب الافتتاح الأشبه بكرنفال كناوي، جاب الشارع الرابط ما بين باب تارغونت، وساحة العلويين “أسراك”، عدد كبير من الفرق الكناوية، مع معلميها يطلقون صافرة البداية، ايدانا بأن عرس الكناويين حل موعده.
خلال ساعتين من الوقت، شهد باب تارغونت عزفَ ورقص فرق جلها يمثّل فن كْناوة، فيما تمثل أخرى فنونا مغربية أخرى مثل موسيقى “عيساوة” و”الدقة الرودانية”.
وأحاطت ساكنة مدينة تارودانت وزائروها، مغاربة وأجانب، الموكب الافتتاحي باهتمام كبير، ففضلا عن امتلاء جوانب الشوارع المسيجة بالمتفرجين، عاش متفرجون آخرون هذه التجربة الفنية، التي تخرِج الإبداع الفني بغناه وتفرده إلى الفضاء العام، من شرفات البيوت وأبواب المحلات، أو من فوق الأسوار التاريخية للمدينة القديمة.
وتابع كل فرد من الجمهور الموكب الاحتفالي بطريقته الخاصة، فهناك من تمايل على أنغام أصوات القراقب والمزامير، وهناك من جارى إيقاعها يدويا، أو اختار فقط متابعة “شطحات كناوة” وألبسة أعضاء فرقها الذهبية والزرقاء والسماوية والبيضاء، أو التي تخالط حمرتَها خضرة وسواد.
ويثير اهتمام متتبع الموكب تعدد صفات مرتاديه؛ فمن الشباب المغربي الذي تكشف اختياراته “الهندامية” وقصات شعره تفضيله ألوانا فنية معينة، من بينها، لا ريب، موسيقى كْناوة، إلى النساء اللائي قدمن بجلابيبهن بتعدد ألوانها يرافق بعضهن أطفال محمولون بين الأحضان أو على الأكتاف.
وبعد ساعة أو يزيد، تخفت شيئا فشيئا أصوات القباقب والمزامير في مفترق طرق الشارع الذي يمتد من “باب تارغونت”، لتحطّ رحالَها قرب “ساحة أسراك” حيث الموكب الرسمي الذي من بين الأسماء الحاضرة فيه، على سبيل المثال لا الحصر، الفنان العالمي الروداني “مهدي الناسولي”، فرق كناوية من أكادير والصويرة ومدينة تارودانت.
وعلى طول المسار المؤدي إلى المنصة الموسيقية للملتقى بساحة العلويين “أسراك”، التي ستشهد بعد ذلك الافتتاح الموسيقي الرسمي للملتقى الذي مزج أنغاما كناوية مغربية، عرف توقّف الفرق الموسيقية الحاضرة، لتعزف أنغامها وترقص رقصاتها وتلي ذلك تصفيقات أو هزات رأسٍ مشجّعة، ثم تستمر المسيرة، إلى أن تصب في منصة الافتتاح قبيل غروب الشمس.
