أن توظيف وسائل التواصل الاجتماعي أصبح مكثفاً من قبل الجماعات المسلحة، لتجاوز حاجز الزمان والمكان والرقابة الأمنية، وتوفير الوقت والجهد، وتعددت أساليب توظيف تلك الجماعات لهذه الوسائل ما بين الحصول على الدعم، وتجنيد الأفراد، ونشر الأفكار، حتى أصبحت هناك حروب غير تقليدية تدار عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
أن العصابات الإرهابية تستخدم وسائل الاتصال الحديثة في تبادل المعلومات التكتيكية والتواصل بين أفرادها، ولتجنيد الشباب والتحريض عبر نشر المعلومات المغلوطة، واصفة الإعلام بأنه بمثابة “أوكسجين” للإرهاب. وقد ظهرت في المقابل الرقابة على تلك الوسائل من قبل الأجهزة الأمنية، وأصبح هناك نوع من الحروب غير التقليدية بين تلك الجماعات والأجهزة الأمنية للدول التي أصبح لديها متخصصون في التعامل مع تلك القضايا، ولذلك أصبح الجانب الأمني أكثر تغلغلاً في المجالات التكنولوجية والمعلوماتية والاتصالية، وذلك من أجل التعامل مع المستجدات التكنولوجية التي تهدد الأمن القومي للدول
لا شك أن الإعلام منذ بروز أول وسائل الاتصال في القرن العشرين كان له تأثير كبير في المجتمع المدني والإنساني في تلك الفترة، وأصبح جزءًا من حياة الإنسان الذي لا يستطيع الاستغناء عنه في الحياة اليومية لأهميته في مجال خدمة المجتمع، والمساهمة في تشكيل الرأي العام لتنمية المجتمع، وانطلاقًا من دور الإعلام ومكانته في المجتمعات وظفت المنظمات والأحزاب الإرهابية ذلك لخدمة أهدافها ورغباتها
لا بد أن تستخدم ذات المهنية لحماية الشباب وأفراد المجتمع من التأثير السلبي لهذه المنتجات، وتفكيكها، وفضح ما تتضمنه من حيل ودراسة المحتوى الإقناعي لهذه المنتجات الإعلامية وشرح ما يحدث من استغلال الإعلام بهذه الطريقة،
وتبني مفهوم التربية الإعلامية لشبابنا وبناء مقررات في المراحل المختلفة لتنفيذ التربية الإعلامية وتوفير الوعي الإعلامي، وفهم الصيغة الإعلامية، واختيار البرامج والمواقع التي تحقق التحصين الذاتي، ولا يجب إنتاج إعلام مضاد، وإنما منتج إعلامي واتصالي لترويج القيم وتعزيز المبادئ والأخلاقيات لتكوين الإعلام الهادف وتحصين المجتمع، مع أهمية تعميم برنامج فطن وتنميته من قبل وزارة التعليم، وتنفيذ أنشطة وقائية وليست علاجية.
وبالتالي عملت وفق استراتيجية مهنية عالية الجودة لتحقيق التأثير من خلال العملية الاتصالية على عقول الناس خاصة الفتيات والشباب من خلال إدخال معلومات ومعارف تغير سلوكهم واتجاههم، ونجحت الجماعات الإرهابية بمنهجيتها المختلفة في صناعة إعلام مؤثر على العقول خاصة الشباب المفتقدين لنضج فكري يحميهم من التأثير السلبي للرسائل الاتصالية للإرهاب.ستخدم “يوتيوب” بصورة أساسية من جانب الجماعات الجهادية بهدف التدريب، فالوظيفة الأساسية للموقع هي استضافة الفيديوهات التي يقوم المشتركون بتحميلها على الموقع (Upload) وبعد ذلك تصبح متاحة للرؤية من قبل الجميع. وعلى الرغم من وجود عدد من القيود على الفيديوهات التي يمكن وضعها على الموقع، فإن نظام المراقبة في الموقع يتم بعد وضع الفيديو على الموقع، وهو ما يعني أنه لا يتم حذف الفيديو، إلا إذا قام المشاهدون على الموقع بالإبلاغ عنه، ثم تتم بعد ذلك مراجعته وإزالته من قبل القائمين على الموقع، ما يجعل هناك إمكانية لتوظيفه من قبل الجماعات الإرهابية، إذ يمكن تحميل فيديو لكيفية تصنيع قنبلة، وتتم مشاهدته مئات المرات قبل أن يتم حذفه من قبل إدارة الموقع. وعلى سبيل المثال تستخدم الجماعات المسلحة “فيسبوك” لنشر رسائلها، كما تستخدم الجماعات المسلحة “يوتيوب” من أجل شرح كيفية القيام بهجمات أو استخدام الأسلحة مثل الكلاشينكوف
أتقنت الجماعات التكفيرية والمتطرفة لعبة الإعلام، ما أدى لانتشارها بهذه السرعة، حيث جمعت طاقاتها الإعلامية واستطاعت استثمارها في جذب الشباب، الذين يستهوون الكثير منهم أفلام الحركة والإثارة والرعب والعنف والقتل، نتيجة ما شاهدوه في بعض وسائل الإعلام، إذ أصبح من الأمور الجاذبة لهم عيش هذه الأفلام على أرض الواقع.
كما تستخدم الجماعات الإرهابية مواقع التواصل الاجتماعي كأداة لتحديد أهدافها والتعرف عليها ومراقبة تحركاتها، وذلك إما بمراقبة من يمتلك حسابات على تلك المواقع، أو مراقبة دائرة أصدقائهم ومعارفهم للوصول إليهم،
وجمع البيانات اللازمة عن تحركاتهم، كما تستخدمها كذلك لتنفيذ هجمات إرهابية افتراضية على المواقع الإلكترونية المهمة، ولسرقة أرقام بطاقات الائتمان أو استهداف البنية التحتية للدولة التي تعتمد على أجهزة الحاسوب الرقمي بهدف تعطيلها أو مهاجمة أهداف اقتصادية لإيقافها عن العمل. وتنشئ تلك الجماعات حسابات وهمية تستخدمها في غزو عقول الشباب بأفكار جديدة موجهة ومعدة خصيصًا لهم تؤثر على سلوكهم وثقافتهم،
أن هناك 6 آلاف حساب في تويتر، موجهة لزرع الفتنة والإحباط ، و4 آلاف حساب آخر تقوم بإعادة نشر تغريدات تلك الحسابات. إن لتلك الجماعات خطوات ودعاوى للتأثير على الشباب ومنها: الإغراء الديني، زعمهم نصر المستضعفين، ورفع راية الجهاد، وإعادة المجد والعزة للإسلام والمسلمين وإقامة دولة إسلامية 100%.
وعن الحلول لمواجهة تأثر الشباب بالجماعات الإرهابية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي يجب عمل حملات توعوية لشبابنا باستخدام جميع وسائل الإعلام المسموع والمقروء والمرئي، عقد دورات لتحصين، ولقاءات علمية وتوعية أولياء الأمور للتعامل مع من تظهر عليه بعض مؤشرات التطرف والكشف المبكر والمعالجة، وفتح قنوات تواصل للرد على التساؤلات ورد الشبهات وتبيين الحق.
وعلى ذلك يمكن القول ان مواقع التواصل الاجتماعي قد اصبحت اليوم من أقوى الوسائل المستخدمة لتحقيق اهداف سياسية فعلي الرغم مما لها من ايجابيات في مختلف المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية الا ان تأثيرها السلبي على استقرار الدول والمجتمعات قد بات واضحا حيث تم استخدامها ولا زالت لإثارة الفوضى والفتن وخاصة في مجتمعاتنا العربية وكذا الغير عربية.من الصعب أن نقول إن المؤسسات التي تقوم بأبحاث الإرهاب هي ناجحة لأن كل واحدة منها تتبع أجندات معينة. وعندما نقوم بالحديث عن داعش وغيره في دول الشرق الأوسط فتلك المؤسسات لا تملك الدراية الكافية بخصائص المجتمعات العربية”.ولكي تنجح الحرب المجتمعية في الدول العربية في التصدي للإرهاب، يجب أن يكون هناك دور فاعل وأكبر لمنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام لكي تقوم بتوعية مختلف شرائح المجتمع حول الإرهاب وتبعاته ظهرت معركة مجتمعية في الدول العربية والغربية تهدف لتوعية الناس من مخاطر الانخراط في صفوف الجماعات المتشددة وتبعات الإرهابأن الجهد المشترك يهدف “مضاعفة التزامنا للرد على التطورات المهمة ولتعزيز التواصل والتدريب وبرامج التعاون، ولمواجهة تجنيد المقاتلين الأجانب بشكل فعال”، وسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على أراض واسعة في العراق وسوريا وأعلن فيها “الخلافة” مستخدما بشكل معقد شبكة الإنترنت لنشر تسجيلات ومجلة، ويستخدم أنصار التنظيم الشبكة بشكل مكثف إذ باتت الإنترنت الوسيلة الأكثر فعالية لتجنيد المقاتلين الأجانب.
وهو ما يتطلب التكاتف لوضع استراتيجية لدراسة وتحليل مضمون تلك المواقع وما يدور فيها من حوارات وما يتم تبادله من معلومات واخبار لمنع الاضرار التي تترتب عليها وطرح المعلومات الصحيحة لإنقاذ شبابنا وبناتنا من براثن الارهاب والقوي السياسية المعادية التي تستهدف هدم مجتمعاتنا بتدمير فكر شبابنا، وكذا العمل على ارساء استراتيجية واضحة تقطع الطريق امام الاشاعات وحملات الدعاية والتشوية من خلال تصميم صفحات الكترونية تقدم المعلومات الصحيحة والرسمية