علي بوجيدة — مقال رأي
قبل ان اعرج على الواقع السياسي في عين مديونة لابد ان اشير في لمحة عن بعض الحقائق التي لم تنشر على اي حائط او حساب من قبل و يتعلق الامر بمرحلة ما قبل الانتخابات الجماعية و التنسيق الذي كان يحصل بين بعض العناصر النشطة التي افرزها ما كان يسمى “بالاحرار او شباب التغيير ” اي الشباب الأحرار الذين جعلوا من انفسهم البديل الحقيقي للتغيير في عين مديونة .
و فعلا كان هناك تنسيق متقن و اتصالات مختلفة و بحث جدي عن اطر مستوطنة و مهاجرة و كانت الاصداء جيدة جدا و المعنويات مرتفعة .. لكن ليس كل ما يلمع ذهب ففي اللحظة التي كان هذا النقاش و هذه الجدية كانت هناك لقاءات موازية مع الطرف الاخر اعتبرتها فئة من الحراك غير مقبولة و يمكن ان تمس الحراك في مقتل و هي بمثابة خيانة فيما كانت للفئة اخرى مبرر يتعلق الامر في الحق في التنسيق الشخصي مع اي كان ،
وأدى انكشاف هذه اللقاءات الى نسف التنسيق و بالتالي الفشل في تحقيق المبتغى . قد يسأل سائل ما علاقة هذا الموضوع بالزمن السياسي الراهن بعين مديونة ، اقول ان هناك علاقة وثيقة ، فلولا ذاك الحراك ما استطاع الحزب المسير للجماعة الحالي من اكتساح جل المقاعد و بكل الطرق المشروعة و غيرها التي يوضع عليها علامات استفاهم ، لان هناك انتقالات غير مفهومة و علاقات غير متناسقة في الرؤية و الفكر .. كما ان تاثير الحراك كان واضحا و اثر بشكل مباشر على الاستقطاب ، فالفاعل السياسي الاول بالجماعة كان خائفا فعلا من الجو العام السياسي بالمنطقة جعلته يرفع وتيرة الاستقطاب المضاد و محاولة اختراق الطرف الآخر اي “الحراك” و تم ذلك بل تم نسفه في المهد .
و هكذا فقد تم اكتساح المشهد السياسي في جماعة عين مديونة باغلبية مطلقة و بدون معارضة ، لكن الفاعل الرئيس لم بستثمر هذا النجاح بل تصرف بشكل ينم عن ضعف في الرؤية البعيدة المدى و حارب الخصم السياسي الرئيسي بالجماعة و ضيق الخناق على الجمعيات و حجب المنح على الجمعيات المستقلة او المحسوبة على الخصوم بالمقابل تم منح الجمعيات الموالية الدعم المالي و اللوجستي ، مع اطلاق يد المقربين للتسيير و تدبير امور الجماعة بمزاجية و بعيدا عن القواعد و الاعراف و القوانين .. هذا الاستثمار في طرف دون الاخر أدى الى تشكيل جبهة غير معلنة للانتقام في اول محطة سياسية قادمة و هي الانتخابات البرلمانية .
الاهم عند اي سياسي مغربي هو الحصول على منصب “برلماني ” و بالتالي و طبقا لما سبق ذكره من ارهاصات المرحلة الاولى ، فقد فشل الفاعل السياسي الاول في هذه المحطة الانتخابية ، و بعكس ما صرح به فقد غادر تراب الجماعة و العمل السياسي فيها فعليا ،
رغم حضوره بعض الدورات تمويها فقط حتى لا يقع تحت طائلة و حكم القانون اذا غاب 3 دورات للمجلس الجماعي . الاخبار تقول ان هناك عمل على قدم و ساق بمدينة سلا من اجل العودة الى محطته التي كان له فيها حضور سياسي واضح و وازن اكثر من منطقته في وقت سابق ، و تقول نفس الاخبار انه اسس مكتب (..) هناك . في ظل غياب السيد عن التسيير لوقت طويل ، تعالت اصوات و مجموعات للدعوة لنفسها ، و هكد تشكلت 3 طوائف كل واحدة منها تدعوا لنفسها و تدعي القرب من السيد و التواصل معه ، الا ان الغياب الطويل للسيد تقلص الصراع الى بين فئتين : فئة محافظة على العهد و فئة طموحة تسعى الى القطع مع العهد القديم الفئة الاولى يتزعمها موظفون معينون من السيد مع بعض المستشارات و المستشارين اما الفئة الثانية فهي الاقوى حضوضا في الاستفادة من اثر العهد القديم و تضم بين دفاتها نواب للرئيس و بعض المستشارين بالتحالف مع عناصر خارجية و اخرى من المكتب (…) هذا الصراع الخفي جعله ينتقل الى باقي مرافق الجماعة و محاولة وضع اليد على ممتلكات الجماعة بغية التحكم في تدبيرها ،
كما ان الفئة الثانية او مجموعة المصالح لها رأس يسعى بدوره الى الانقضاض على رأس الجماعة و السعي لخلافة رئيسه ، و هذه هي التي تتحكم فعليا بقرارات المجلس الجماعي و هي التي تدبر الشأن العام ، كما انها هي من قررت رفع دعاوي قضائية ضد ناشطين و جمعويين و اعلاميين و مدويين ابناء الجماعة القروية ، و الخبر يقول ان الرئيس لم يوافق على هذا القرار رغم انه يتحمل مسؤوليته باعتباره المسؤول الاول عن اي قرار يصدر من مجلسه ، و هذه المجموعة هي التي لم تراعي الحالة الصحية لصاحب مقاولة ان البلد التي حازت على صفقة مشروع تهيئة مركز عين مديونة و تحت طائلة تأخير بداية الاشغال( من اجل استغلاله انتخابيا ) تم سحب الصفقة من المقاولة رغم ان مقاولة أخرى نائلة صفقة تهيئة المركب التجاري تأخرت لسنوات على اتمام المشروع و لم يسحب منها ، و هذا دليل على هناك أمر ما وراء سحب المشروع من مقاولة ابن البلد و بالتالي ضياع مبلغ الضمان المقدر ب 5ملايين سنتيم .
أخيرا و عودة الى عناصر الحراك بعض التقارير تقول ان هناك صدام مرير بين فئة المصالح و بين عناصر كانت في الحراك و ان هناك خلاف ادى الى شقاق جعل من احد من مجموعة المصالح يحمل مسؤولية تفكيك الحراك الشعبي التاوناتي ضد التهميش لاحد عناصر حراك التغيير الذي كان على ود و تفاهم معه ، لكن في الحقيقة المشكل اعمق من ذلك و هذا الاتهام ناتج عن حسابات شخصية تطورت عبر مراحل رهن الهدنة التي كانت معلنة” كالنار في التبن ” كما يقول المثل الشعبي .. و في خضم هذه التجاذبات بين المجموعات المتصارعة من داخل المجلس الجماعي ظهر للعيان نتائجه و توقفت على اثره مشاريع مهمة . و الايام ستكتشف المزيد من الخبايا .
الى تقرير اخر