يرى الماركسيون ان الواقع يصنع الوعي فنحن نفكر كعمال لاننا عمال على خلاف هيجل ومن سار على دربه من المثاليين ممن يرون ان الوعي هو الذي يصنع الواقع . مناسبة هذا الكلام هو ما لاحظه عدد كبير من المواطنين والمتتبعين من تغيير فاضخ في عناوين الصحافة بين الامس واليوم حول وقائع هي نفسها فالموقع الذي كانت الزيادات في اسعار المحروقات تسمى عنده في عهد ابنكيران والعثماني زيادات صاروخية صارت عنده نفس الزيادة واكثر زيادات طفيفة واضراب الاساتذة المتعاقدين في عهد العثماني استحق عنوانا مثيرا من قبيل اساتذة الكونطرا يجرون الفتيت والعثماني للمساءلة نفس الموقع يرى اليوم ان اساتذة الكونطرا على حد تعبيره يضيعون وقت التلاميذ وحقهم في التمدرس وتعويضات الوزراء كانت بحسب نفس الاعلام ريعا فصارت تعويضات قانونية و الجمع بين المسؤوليات في عهد العثماني لهطة لكنه اليوم فرص حقيقية للتنمية . نحن امام معركة تزييف الوعي لواقع هو نفسه لايوجد فرق سوى ان الاعلام في بادى الامر كان يغالي في وصفه واليوم يغالي في تبريره . لكن ماموقف المغاربة من غير المؤدلجين ؟
الواضح ان الشعب المغربي الذي استفاق على زيادات صارخة في الاسعار ومس صارخ بالحريات وتملص فاضح من الوعود الانتخابية يكابر اليوم لكي لا يعترف بانه تلقى اكبر شمس العشية في التاريخ المعاصر ولكن مكابرته لن تطول … فحكومة اخنوش حققت في ظرف اسبوع انجازات تاريخية تنذر بمستقبل وواقع اكثر مرارة للمغاربة ، أسوء مافيه انهم سيعانون وسيجدون صحافة سخيفة لا تتحرجمن ان تصف واقعهم على غير حقيقته وتبرر ما تقدم عليه الحكومة من اجراءات ماسة بالاوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين . سنعيش ابشع ولاية حكومية تتواطأ فيها سلطة المال مع سلطة السياسة مع سلطة الاعلام على شعب سيبكي على ماض لم يحسن تقديره او لنقل تعرض وعيه لتزييف مغرض بشانه .
هذه انجازات حكومة اخنوش في ظرف اسبوع ومازال العاطي يعطي
1 – ارتباك في تشكيل الحكومة نتج عنه أسرع تعديل حكومي في التاريخ وربما في العالم .
2 – زيادة صاروخية في أسعار المحروقات دون اي تعليق من الحكومة ومن رئيسها الذي يبدو انه استبق الزيادة باعلان فك ارتباطه بتسيير شركاته لكنه لا يفك ارتباطه بالارباح المتحصلة عن الزيادات .
3 – الزيادة الصاروخية في أسعار المواد الاستهلاكية كالدواجن والخضر والفواكه والزيوت .
4 – التوجه نحو فرض ضرائب جديدة تمس بشكل مباشر الاسر المعوزة والمتوسطة .
5 – تحويل نمط التلقيح من الاختيار إلى الاجبار .
6- التوجه نحو إلغاء الدعم المخصص للغاز والسكر والدقيق مما سيؤدي الى ارتفاع أسعارها .
7- التوجه نحو الاقتراض من الخارج رغم الاقرار بالوضعية الاقتصادية المريحة التي خلفتها حكومة العثماني باعتراف جلالة الملك واشادته .
8 – الزيادة في الرسوم الجمركية على جميع الأجهزة وقطع الغيار المستعملة .
9- التنصل من الوعود الانتخابية الرامية الى الزيادات في الاجور والتعويضات لاسرة التعليم
10- التدليس وسرقة برامج حكومية سابقة واوراش ملكية متعلقة بالحماية الاجتماعية وافراغها من معناها واختزالها في بطائق وكان مشكلة المغاربة تختزل في توفرهم على بطاقة ام لا .
11 . الفشل الذريع في انتاج هندسة حكومية اكثر تطورا من السابق وعودة كتاب الدولة وتدبير اكثر من ثلاثة وزراء لقطاع كان يدبر من طرغ وزير واحد .
في الحقيقة لايمكن لاي مواطن صالح الا ان يتمنى النجاح لهذه الحكومة وهو امر لايمكن ان يتحقق بدون مواكبتها ومراقبتها وانتقادها وهو امر يبدو انه سيكون نادرا او قليلا بسبب تواطؤ الاعلام وشتات المعارضة وتحالف السلطة والمال لكن ذلك لن يقي المجتمع والشارع من التوتر والانفجار لاقدر الله .
الحسين حريش