Notice: _load_textdomain_just_in_time تمّ استدعائه بشكل غير صحيح. Translation loading for the newsbt domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. من فضلك اطلع على تنقيح الأخطاء في ووردبريس لمزيد من المعلومات. (هذه الرسالة تمّت إضافتها في النسخة 6.7.0.) in /sites/sarkha/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
جنان الحارثي : هل من منقذ من براثن المنحرفين ؟ – صرخة المواطن

جنان الحارثي : هل من منقذ من براثن المنحرفين ؟

صرخة17 فبراير 2017
صرخة
الرئيسيةمجتمع
جنان الحارثي : هل من منقذ من براثن المنحرفين ؟

مراكش — أحمد الجابري

 

لعل ما يميز مدينة مراكش عن باقي المدن المغربية هو وفرة المساحات الخضراء والحدائق العمومية التي تستقطب يوميا حشودا هائلة من الزوار، محليون وسياح، مغاربة وأجانب على حد سواء، وتعد مفخرة لمدينة لطالما ألهمت الفنانين والمبدعين وتغنى بجمالها الشعراء والمغنون. فمن لا يتذكر أغنية “يا مراكش يا وريدة بين النخيل” للمرحوم إسماعيل أحمد التي لازال يرددها المراكشيون افتخارا ببهائها الذي يجعلها قبلة سياحية بامتياز؟

8 - صرخة المواطن

 unnamed 13 - صرخة المواطن

 لكن وللأسف الشديد رصيد المدينة الحمراء من الحدائق والمساحات الخضراء أو ما اصطلح على تسميته ب “العراصي و الجنانات” في تقلص مستمر نظرا للتطور العمراني السريع و المهول الذي أصبح السمة الأساسية التي تطبع المدينة ومحيطها  كنتيجة حتمية للنمو الديمغرافي. ومع ذلك فمازالت مراكش تزخر بحدائق تاريخية يتردد عليها المراكشيون للنزهة والاستجمام كحدائق المنارة وأكدال و عرصة مولاي عبد السلام. ويلاحظ المستجم بهذه الحدائق العناية الخاصة التي ما فتئت توليها الجهات المعنية لهذه المعالم التي شملتها في السنوات الأخيرة مجموعة من “عمليات التجميل” أضفت عليها مزيدا من الرونق والبهاء.

 

وجنان الحارثي الذي أنشئ على مساحة ستة هكتارات في ثلاثينيات القرن المنصرم والذي ذاع صيته خصوصا بعد إعادة تأهيله في 2002 لا يستثنى من قائمة حدائق المدينة الحمراء التي تستهوي الزائر ليس فقط بتنوعها النباتي بل بهدوئها وسكونها الذي يحث على التأمل والاسترخاء والقراءة والإبداع. جمالية وشاعرية المكان التي تنسيك صخب وضوضاء شوارع حي كليز لا يعكرها إلا التوافد اليومي لشرذمة من المتسكعين والمشردين على هذا الجنان منذ الساعات الأولى لمعاقرة النبيذ وماء الحياة والتعاطي للمخدرات واتخاذ المقاعد كأسرة للنوم في مشهد مزعج ومقزز لا يوحي بالأمان بقدر ما يحث مرتادي الحديقة على عودة أدراجهم ولو على مضض. هذا ناهيك عن “العشاق” الذين لا يتوانون عن ارتياد الحديقة مستحوذين على ما تبقى من كراسي شاغرة لتفجير وإطلاق العنان لمكبوتاتهم علانية ودونما خجل ولا استحياء. والغريب في الأمر أنه ما أن تطأ قدماك هذه الحديقة حتى تلفت انتباهك لوحة كبيرة كتب عليها باللغة الفرنسية “Jardin Éducatif El Harti” “الحديقة التربوية الحارثي”. صحيح أن الحديقة تتميز بتواجد مكتبة متنقلة لكنها تكاد لاتفتح أبوابها قط إلا متى تسنى للقائم عليها ذلك أو حسب مزاجه ورغبته.

1 - صرخة المواطن

 

فأين جنان الحارثي اليوم من الهدف النبيل والمثالي الذي تسوق له تلك اللوحة الإشهارية خصوصا وأنها تظهر صورة لطفل منهمك في القراءة وعلى محياه ابتسامة عريضة و بريئة في الوقت الذي أصبح فيه الجنان مجرد مرتع للصعاليك و المكبوتين جنسيا ؟ أو ليس من المفروض أن يستأجر المجلس الجماعي حراسا لضمان الأمن داخل هذه الحديقة وأن تقوم الشرطة بدوريات منتظمة لمداهمة منحلي الخلق والجانحين الشباب وردعهم علما أن مخفر الشرطة لا يبعد عن جنان الحارثي إلا أمتارا معدودة ؟

3 - صرخة المواطن

الاخبار العاجلة